شهر صفر وتشاؤوم أهل الجاهلية:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” صفر ” فُسِّر بتفاسير:
الأول: أنه شهر صفر المعروف، والعرب يتشاءمون به .
الثاني: أنه داء في البطن يصيب البعير ، وينتقل من بعير إلى آخر ، فيكون عطفه على العدوى من باب عطف الخاص على العام .
الثالث: صفر : شهر صفر ، والمراد به النسيء الذي يُضل به الذين كفروا ، فيؤخرون تحريم شهر المحرم إلى صفر ، يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً .
وأرجحها: أن المراد: شهر صفر، حيث كانوا يتشاءمون به في الجاهلية .
والأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل ، فهو كغيره من الأزمنة يُقدَّر فيه الخير والشر .
بدعة شهر صفر:
ويزعمون أيضاً إنه ينزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليَّات ، وكل ذلك يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر ، فيكون ذلك اليوم أصعب الأيام في السنة كلها ، فمن صلَّى هذه الصلاة بالكيفيَّة المذكورة : حفظه الله بكرمه من جميع البلايا التي تنزل في ذلك اليوم .
ومما لا شك فيه أن هذه النافلة المذكورة لا نعلم لها أصلاً من الكتاب ولا من السنَّة ، ولم يثبت لدينا أنَّ أحداً من سلف هذه الأمَّة وصالحي خلفها عمل بهذه النافلة ، بل هي بدعة منكرة .
وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال : ” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ” وقال : ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد .
ومن نسب هذه الصلاة وما ذُكر معها إلى النبي ﷺ أو إلى أحدٍ من الصحابة رضي الله عنهم : فقد أعظم الفرية ، وعليه من الله ما يستحق من عقوبة الكذَّابين .
” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 2 / 354 ) .
وقال الشيخ محمد عبد السلام الشقيري في كتاب ” السنن والمبتدعات ” ( ص 111 ، 112 ): قد اعتاد الجهلاء أن يكتبوا آيات السلام كـ ” سلام على نوح في العالمين ” إلخ في آخر أربعاء من شهر صفر ثم يضعونها في الأواني ويشربون ويتبركون بها ويتهادونها لاعتقادهم أن هذا يُذهب الشرور ، وهذا اعتقاد فاسد ، وتشاؤم مذموم ، وابتداع قبيح يجب أن يُنكره كل من يراه على فاعله .