من أراد أن يضحي هل يستحب له أن يتحاشى أخذ شيء من شعره أو من أظفاره طيلة الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة إلى أن يذبح أضحيته فيحلق ويقصر. وهل تمنع المرأة من أن تحك أو تمتشط متى أرادت شعرها؛ وهل الكراهية متوجهة للمتعمد ولغير المتعمد. والسر في السنة النبوية أن يتشبه المضحي بالحجاج في مظهره لعل الله أن يرحمه كما يرحم الحجاج؛ لأن التبذل في المظهر يدعو إلى العطف والرحمة على صاحبه، ونحن بذلك نستعطف الله علينا لعله يغفر لنا ويرحمنا.

حكم الأخذ من الشعر لمن أراد أن يضحي:

-يقول الشيخ ابن عثيمين- رحمه اله تعالى- إذا دخل العشر عشر ذي الحجة وكان الإنسان يريد أن يضحي فإنه ينهى أن يأخذ من شعره أو ظفره أو بشرته شيئاً، لكن إذا احتاجت المرأة إلى المشط في هذه الأيام وهي تريد أن تضحي، فلا حرج عليها أن تمشط رأسها، ولكن تكده برفق، فإن سقط شيء من الشعر بغير قصد فلا إثم عليها، لأنها لم تكد الشعر من أجل أن يتساقط، ولكن من أجل إصلاحه، والتساقط حصل بغير قصد. -جاء في ” الموسوعة الفقهية ” : ” إذا تيقَّنَ المُحرِم سقوط الشعر بالترجيل : فلا خلاف بين الفقهاء في حرمته حينئذ “. -وقال العراقي في ” طرح التثريب ” : ” نَقْض الرَّأْسِ وَالِامْتِشَاطَ جَائِزَانِ فِي الْإِحْرَامِ إذَا لَمْ يُؤَدِّ إلَى انْتِتَافِ شَعْرٍ “. -وقال علماء اللجنة الدائمة للافتاء : ” من أراد أن يضحي فإنه لا يأخذ من شعره ولا ظفره ولا بشرته شيئاً إذا دخل شهر ذي الحجة حتى يضحي ، أما تسريح الشعر بدون قطع للشعر فلا بأس به “. -وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : أريد أن أضحي وأقوم بعد دخول عشر ذي الحجة بتمشيط شعر لحيتي ويتساقط منها بعض الشعر مع التمشيط فهل أمشطها أم لا ؟ فأجاب : ” ما يسقط من اللحية حال تسريحها من غير قصد يعفى عنه ؛ لأنه يعتبر شعراً ميتاً ، وهكذا ما يسقط من رأس المحرم ولحيته وقت الوضوء والغسل من غير قصد يعفى عنه لكونه شعراً ميتاً ، وهكذا الحكم في حق من يريد التضحية بعد دخول العشر ، وإنما المحرَّم تعمد قطع شيء من ذلك في الإحرام أو بعد دخول عشر ذي الحجة لمن أراد أن يضحي “.

هل تمشيط الشعر واستعمال المجفف للمرأة حرام في العشر من ذي الحجة:

-إن التمشيط ليس حرام على المضحي ، وعلى المرأة أن تمشط شعرها برفق ، وإذا سقط شيء من الشعر الميت فلا حرج عليها ، وكذلك لو قُطِعَ شيء من شعرها بغير قصد القطع فلا حرج عليها . -وأما من تعمد قطع الشعر أو علم أو غلب على ظنه أن التمشيط سيقطع شيئاً من شعره غير الميت فلا يجوز. -وإذا كان مجفف الشعر يساعد على التسريح فلا يتساقط إلا الشعر الميت ، فلا حرج في استعماله . -وأما إذا علم أن استعماله يؤدي إلى تقطيع الشعر وتساقطه فلا يجوز .