اختلف المفسرون في مرجع الضمائر في الآية، فهناك من قال : إن هذه الضمائر تعود على النبي ، ومنهم من قال : إن هذه الضمائر تعود على أمين الوحي جبريل عليه السلام ، والآية تتحدث عن قرب الله عز وجل ، وهذا القرب قرب مكانة لا مكان.
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى – :
معنى “قاب ” قدر أو مقدار، والقوس قيل :‏ هو آلة الصيد والحرب المعروفة عند العرب ، وقيل :‏ المراد به الذراع التي يقاس بها ، وهى لغة بعض الحجازيين، وقيل:‏ هي لغة أزد شنوءة أيضا، والمراد بالقوسين الاثنان ، وقيل : المراد، قوس واحد كما قال الكسائي ، يقال بين الشيئين : قاب قوس أي : قدره ، وفى الحديث الصحيح : “ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ” .‏
والآية تتحدث إما عن قرب الله سبحانه من النبي ، والمراد : قرب المكانة لا المكان ، فهو قرب عطف ولطف وإيناس ، وإما عن قرب جبريل من الله ، وهو قرب منزلة أيضاً كما روي في الحديث : “إن أقرب الملائكة من الله جبريل عليه السلام .
وإما عن قرب جبريل من النبي عند نزوله بالوحي عليه .‏

والسورة في أولها تؤكد صدق النبي في نزول الوحي عليه من الله، فهو ما ينطق عن الهوى ، نزل به جبريل شديد القوى، من الأفق الأعلى، ودنا وتدلى فكان قريباً جداً من الرسول عليه الصلاة والسلام ، حتى بلغه ما أوحى به ، فما يقوله من عند الله حق {‏ما كذب الفؤاد ما رأى}‏ ثم تتحدث الآية عن رؤية النبي لجبريل مرة أخرى ، غير التي جاءه فيها في الغار، وعلى أثرها كذب المشركون ما ادعاه من رؤيته، وهذه المرة عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى .‏ ويقول المفسرون :‏ إن ذلك كان ليلة المعراج .
وكلامهم هناك كثير يمكن الرجوع إليه.