يجوز للرجل أن يعلم المرأة إذا لم يوجد نساء يقمن بهذا الدور ، ولم تكن خلوة بينهما ، وأمن من الشبهة والفتنة ، كأن توجد نساء معها ، أو محرم لها، وهذا من حق المرأة في العلم والذي حث عليه الإسلام .

يقول الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله :

نعم يجوز للرجل أن يقوم بتعليم المرأة أمور الدين والقراءة والكتابة ونحوها إذا احتاج المجتمع إلى ذلك، ولم توجد من النساء مَن تقوم بهذا التعليم، فإن تعليم المرأة للمرأة أبعد عن الظن، وكذلك يجوز للرجل أن يقوم بالتعليم للمرأة إذا كان هناك عدد كبير من النساء يتعلمن من الرجل في علانية وعدم انفراد يُخشى منه التهمة أو الظن عند وجود الخلوة.

ومن الواضح أنه يجوز للرجل أن يُعلم المرأة إذا كانت زوجته أو بنته أو مِن محارمه، انفرادًا أو اجتماعًا، وقد ثبت عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن النساء كُنَّ يَحضُرن مجالس العلم وفي أطهر مكان وهو المسجد، كما ثبت أنه لمَّا أحسَّت النساء المسلمات بأن الرجال سيتغلبون عليهن، تقدَّمْنَ إلى رسول الله يطلبن منه أن يجعل لهن مجلسًا خاصًّا يُعلِّمهن فيه، فاستجاب الرسول لذلك وإن كان قد بقي الحق للنساء أن يحضرن مجالس العلم مع الرجال في أدب ونظام، فالرجال يجلسون في ناحية والنساء يجلسْن في ناحية أخرى، ومن هذا نعلم أن الإسلام لم يغلق الباب على تعليم المرأة، ولم يَحرمها حقها! المشروع في العلم والثقافة.!

وإذا كان الرسول قد قال في حديثه الصحيح: “طلب العلم فريضة على كل مسلم. دون أن يقول و “مسلمة”. فقد ذكر بعض العلماء أن كلمة مسلم هنا تشمل المسلمة، و قال آخرون : إن الرسول قد صرَّح بفرْض العلم على المسلمة؛ لأن المسلم إذا تعلم شيئا كان واجبًا عليه أن ينقله إلى زوجته دون أن يُحمِّلها مشقة السعْي إلى مجالس العلم إذا كان ذلك يشقُّ عليها، أو لم تتوافر في بعض هذه المجالس الصيانة اللائقة بحُرمة المرأة.