معنى التسبيح:
كل شيء يسبح الله والقرآن ذكر ذلك:
لغة التسبيح:
ما ورد بالإخبار والنصوص على أن كل الكائنات تسبح الله:
1- رَوى البخاري عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: “لَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسبيحَ الطَّعام وهو يُؤكل”، وفي غير هذه الرواية عنه ـ رضي الله عنه ـ: كُنَّا نأكل مع رسول الله ـ ﷺ ـ الطعام ونحن نسمع تسبيحه، وهناك عدة روايات في تسبيح الطعام مذكورة في الزرقاني على المواهب “ج5 ص 121”.
2- روى مسلم عن جابر بن سُمرة ـ رضي الله عنه ـ قال: وقال رسول الله ـ ﷺ ـ: “إني لأعرف حَجَرًا بمكة كان يُسلِّم عليَّ قبْل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن”، قيل هو الحجر الأسود، وهناك عدة حوادث في تسبيح الحصا في يد الرسول وأبي بكر وعمر”المرجع السابق ص120.
3- حُنين الجِذع الذي كان يخطب إليه، رواه البخاري وغيره، وقيل إنه متواتر، وسُمع لحَنِينِهِ صوتٌ كصوت الناقة العَشْرَاء، والكلام طويل عنه في: “الزرقاني على المواهب ج5 ص 133.
4- أخرج النسائي في سننه عن عبد الله بن عمر وأن النبي ـ ﷺ ـ نَهَى عن قتل الضُّفْدع، وقال: “نقيقها تسبيح”، وأخرجه ابن سُبيع في “شفاء الصدور” كما ذكره الدميري.
5- روى ابن ماجة في سننه ومالك في مُوطَّئِه قول النبي ـ ﷺ ـ: “لا يَسمع صوت المؤذِّن جِنٌّ ولا إنس ولا شجر ولا حَجَر ولا مَدَر ولا شيء إلا شَهِدَ له يوم القيامة.
6- ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى: (وَإِن مِّن شَيءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) بعض أقوال منقولة عن عبد الله ابن مسعود، وأنس بن مالك أنَّ الجبال يُكلِّم بعضها بعضًا، كما ذكر في “ج13 ص165” ما تقوله بعض الطيور، وليس لذلك سند صحيح يُعتَمد عليه، ثم قال: الصحيح أن الكل يُسبِّح، للأخبار الدالة على ذلك، ولو كان التسبيح تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود؟ وإنما ذلك تسبيح المَقال، بخلق الحياة والإنطاق بالتسبيح، وقد نصَّت السنة على ما دلَّ عليه ظاهر القرآن من تسبيح كل شيء، فالقول به أولى.
ونقول: لقد أثبت العلم أن الحيوانات والطيور لغات تتفاهم بها، فلا استحالة في كَوْنِ كل المخلوقات تُسبح بحمد الله بلغة خاصة بها، وإن كُنَّا لا نفْهمها، كما أنه لا مانع من تفسير التسبيح بأنه بلسان الحال ليَعْتبر الإنسان ويؤمن ويَسجد لله ويُسبحَه: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) (سورة يونس: 101).