أخرج ابن ماجه بسنده عن ابن عمر قال: كان النبي إذا أدخل الميت القبر، قال: “بسم الله وعلى ملة رسول الله. وقال أبو خالد مرة – في رواية أخرى عنه – : “إذا وضع الميت في لحده قال : “بسم الله، وعلى سنة رسول الله. وقال هشام حديثه: “بسم الله ، وفي سبيل الله ، وعلى ملة رسول الله”.
ورواه الترمذي في جامعه وأبو داود في سننه.

وأخرج ابن ماجه في سننه أيضًا، عن سعيد بن المسيب قال: حضرت ابن عمر في جنازة، فلما وضعها في اللحد قال:” بسم الله ، وفي سبيل الله ، وعلى ملة رسول الله. فلما أخذ في تسوية اللبن على اللحد قال: “اللهم أجرها من الشيطان ومن عذاب القبر.اللهم جاف الأرض عن جنبها، وصعد روحها، ولقها منك رضوانًا” قلت: يا ابن عمر: أشيء سمعته من رسول الله أم قلته برأيك ؟ قال: إني إذن لقادر على القول، بل شيء سمعته من رسول الله ..

فهذه الأحاديث الشريفة دلت على ما يقال عند إدخال الميت القبر ووضعه في اللحد. ومعنى قوله: بسم الله أي بسم الله وضعته وبالله أي بأمره وحكمه أو بعونه وقدرته. وعلى ملة رسول الله أي على طريقته ودينه. وعلى سنة رسول الله أي: على طريقته وشريعته.

وقد صرح الفقهاء بما دلت عليه هذه الأحاديث فقالوا بها، ففي المغني لابن قدامة الحنبلي: ويقول حين يضعه في قبره ما روى ابن عمر أن النبي كان إذا أدخل الميت القبر قال: بسم الله ، وعلى ملة رسول الله ، وروي: ” على سنة رسول الله .
وفي المهذب للشيرازي: ويستحب أن يقول عند إدخاله القبر: بسم الله وعلى ملة رسول الله” لما روى ابن عمر أن النبي كان يقوله إذا أدخل الميت القبر.

وفي البدائع للكساني: وإذا وضع في اللحد قال واضعه: بسم الله وعلى ملة رسول الله. وقال الشيخ أبو منصور الماتريدي: معنى: بسم الله أي بسم الله دفناه. وعلى ملة رسول الله، دفناه. وليس هذا بدعاء للميت، ولكن المؤمنين شهداء الله في الأرض. فيشهدون بوفاته على الملة وعلى هذا جرت السنة.