الحج هو الركن الخامس من أركان اللإسلام، وهو اتجاه المسلمين إلى مكة في وقت معين من العام مؤدين شعائر الحج بترتيب وكيفية محددة تُسمى مناسك الحج،والحج فرض عين واجب على كل مسلم عاقل بالغ وقادر؛ فهو أحد أركان الإسلام الأساسية، يقول رسول الله :”بُني الإسلام على خمس: شهادة أنّ لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إقام الصلاة، إيتاء الزكاة وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا.”

الصحيح أن الميت ينتفع بجميع العبادات البدنية مثل الصيام ، والصلاة إذا كان ذلك على وجه التطوع.

أما قضاء الصلوات المفروضة التي قصر فيها أثناء حياته فلا يصله ، وكذلك ينتفع بالدعاء والصدقة وقراءة القرآن ، فللإنسان أن يكثر للميت  من الدعاء والصدقة ، وقراءة القرآن .  وهذا في حق الميت الذي كان يصلي.

أما  الميت الذي كان يترك الصلاة فإن جمهور العلماء على أن ترك الصلاة كبيرة من الكبائر ، والموت دون التوبة من الكبائر يجعل صاحبه إلى الله إن شاء عذبه ، وإن شاء عفا عنه . ولا يمنع وصول الثواب إليه لأنه لا يزال مسلما وإن عصى.

ومن الفقهاء من يرى أن ترك الصلاة كفر، وأن تاركها كافر، فعلى هذا المذهب لا ينفع تارك الصلاة ما يهدى إليه من ثواب لأن الكافر لا ينتفع بالقربات إلا بعد الإسلام .

غير أن مذهب الجمهور أولى خاصة في هذا  المقام؛ فإن هذا الميت في أمس الحاجة إلى من يهدي له حسنة ، عساه يتعلق بها عند ربه ومولاه، وكم في هذا المصير المشئوم  لهذا المتوفى عبرة لمن له قلب أو عقل!

على أن جمهور الفقهاء الذين لايرون ترك الصلاة كفرا يوجبون على الورثة الحج نيابة عن الميت إذا كان قد ترك مالا يفي بالحج، أي أن هذا يكون قبل الإرث، ولا حق لأحد من الورثة إلا بعد إخراج ما يكفي للحج.