اختلف الفقهاء في أفضل أنواع الأضحية فقال البعض هي الإبل ثم البقر ثم الغنم ، وقد رجح آخرون الغنم ثم الإبل ثم البقر ؛ ولكن كل ذلك مقبول بإذن الله تعالى.
يقول الدكتور حسام الدين موسى عفانة أستاذ مشارك كلية الدعوة و أصول الدين ـ جامعة القدس ـ فلسطين:

اختلف الفقهاء في الأفضل في الأضحية من أنواع الأنعام:

-فمنهم من قال أفضل الأضاحي هي البدنة ثم البقرة ثم الشاة.

-ومنهم من قال أفضلها ما كان أكثر لحماً وأطيب.

-ومنهم من قال أفضلها الضأن ثم البقر ثم الإبل.

والذي يظهر رجحان قول من قال إن الأفضل في الأضحية الغنم ثم الإبل ثم البقر وهو قول المالكية ويدل على ذلك قول الله تعالى :( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) سورة الصافات الآية 107 .

وكان الذبح العظيم كبشاً ، فالله سبحانه وتعالى وصفه بالعظيم ، ولم يحصل هذا الوصف لغيره .

-وقال القرطبي: ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) ، أي ضخم الجثة سمين ، وذلك كبشٌ لا جملٌ ولا بقرة  .

-وقال ابن دقيق العيد : وقد يستدل للمالكية باختيار النبي – صلى الله عليه وسلم – في الأضاحي للغنم ، وباختيار الله تعالى في فداء الذبيح  .

ولأنه – صلى الله عليه وسلم – كان يضحي بالغنم بل بالكباش وقد ثبت ذلك في أحاديث منها :

-ما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – :( أمر بكبش أقرن ، يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد … وأخذ الكبش فأضجعه … ) رواه مسلم .

قال الشنقيطي : وقد تكرر من الرسول – صلى الله عليه وسلم – التضحية بالغنم ، وهو – صلى الله عليه وسلم – لا يضحي مكرراً ذلك عاماً بعد عام ، إلا بما هو الأفضل في الأضحية ، فلو كانت التضحية بالإبل والبقر أفضل لفعل – صلى الله عليه وسلم – ذلك الأفضل  .

-فعن أنس – رضي الله عنه – :( أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يضحي بكبشين وأنا أضحي بكبشين ) رواه البخاري ومسلم . وفي قول أنس ( كان يضحي ) ما يدل على المداومة .

-وعن عائشة رضي الله عنها :( أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر بكبش أقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتي به ليضحي به … الخ ) رواه مسلم .

-وعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال :( شهدتُ مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الأضحى بالمصلى فلمَّا قضى خطبته نزل من منبره وأُتِيَ بكبش فذبحه رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – بيده … الخ ) رواه أبو داود والترمذي .

-وعن ثوبان – رضي الله عنه – قال :( ضحى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم قال : يا ثوبان أصلح لنا لحم هذه الشاة . فما زلت أطعمه منها حتى قدمنا المدينة ) رواه مسلم .

-ومما يدل على أفضلية التضحية بالكبش ، أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقتدون بالرسول – صلى الله عليه وسلم – في تضحيته بالكبش ، كما في حديث أنس – رضي الله عنه- السابق وفيه :( كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يضحي بكبشين وأنا أضحي بكبشين )

فهذا يدل على اتباع أنس – رضي الله عنه- للرسول – صلى الله عليه وسلم – في التضحية بالكبشين ، كما يدل الحديث أيضاً على مداومة الرسول – صلى الله عليه وسلم – على التضحية بالكبش .

وعن يونس بن ميسرة بن حلس قال :( خرجت مع أبي سعيد الزرقي صاحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى شراء الضحايا . قال يونس : فأشار أبو سعيد إلى كبش أدغم ليس بالمرتفع ولا المتضع في جسمه فقال : اشتر لي هذا . كأنه شبهه بكبش رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ) رواه ابن ماجة ، وقال البوصيري في الزوائد : إسناده صحيح . وصححه الشيخ الألباني ورواه الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي .

وعن النعمان بن أبي فاطمة – رضي الله عنه- :( أنه اشترى كبشاً أعين أقرن ، وأن النبي – صلى الله عليه وسلم – رآه فقال : كأنَّ هذا الكبش الذي ذبح إبراهيم . فعمد رجل من الأنصار فاشترى للنبي – صلى الله عليه وسلم – من هذه الصفة ، فأخذه النبي – صلى الله عليه وسلم – فضحى به ) رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات قاله الهيثمي . وغير ذلك من النصوص.