اعلم أيها المسلم أنَّ الإسلامَ دينٌ ينظِّمُ حياةَ الفرد مع نفسه وحياته مع بَنِي جنسه، وأساس النظام الإسلامي الصِّدْقُ، الصِّدْقُ مع النفس والصِّدْقُ مع الغير، فمَنْ كَذَبَ على نفسه فهو مُرَاءٍ تَظهر عليه أمارات الاضطراب النفسيّ؛ لأن الصِّدْقَ طمأنينة، ومَنْ كَذَبَ عَلَى الناس فهو منافق لقول رسول الله ﷺ: “آيةُ المُنَافِق ثلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤتُمِنَ خَانَ.
يستوي في ذلك المِهْنِيُّ وغيره، بل إنَّ المِهْنِيَّ أوْلَى بالوفاء بالوعد؛ لأنَّ الناس يقيمون نظام حياتهم على وعدهم به، فإذا وعَدتَ أحدًا أيها المهني بأنك ستسلم ما صنعتَه في اليوم الفلانيّ فإنه يقلب نظام البيت استعدادًا لدخول المصنوع الجديد، وربما غاب عن عَمَلِه معتذرًا بانتظارِكَ لتسلم له ما صَنَعْتَ.
ولا تتعلَّل بأعذارِ الزحام في العمل أو عدم استطاعَتِكَ الحصول على المواد الأولية أو غير ذلك من الأعذار، فإن كل ذلك أمر معلوم لك قبل أن تحدِّدَ الموعد وتضربه لتسليم ما تعاقدت على تنفيذه.
أنت تعلم أيها المهني كم من الوقت يلزم للانتهاء من عَمَلِ ما تعاقدْتَ عليه، وتعلم ما يلزمه من موادَّ أصليةٍ وموادَّ تبعيةٍ، وتعلم أنَّ هناك حَوائِلَ تَعرض لَكَ أثناءَ العَمَلِ، مَاذا عليك لو خطَّطْتَ قبل إعطاءَ موعِد التسليم خطوات الإنجازات وأخذت بالأحوط فضربْتَ موعد التسليم متأخرًا عن موعد الإنجاز، إنك إن فعلت وفَّيْتَ.
لكنّ الذي يحدث هو الحرص على إرضاء الزبون حتى تتم الصفقة ويُقبض المال، فإذا تمَّ المراد سوَّّفَ في التسليم، وهذا شعبة من النفاق أعاذنا الله وإياكم منها .