الدين الإسلامي دين يدعو إلى الخير ويرغب في ترك الشر، وجعل الله الأجر العظيم لكظم الغيظ والعفو عن الناس وجعل هذا من درجات المحسنين ، وهذا لا يقوى عليه إلا ذوو الإيمان العالي الذين يبغون أجر المحسنين في الآخرة .
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ” وقد قال بعض السلف: ما يفيدك أن يعذب الله أحداً لأجلك؟ مع ما يفوتك من أجر العفو، لو عفوت. وهذا ليس بالأمر الهين على النفس ولكن وصفه الله في سورة الشورى بقوله : {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} وقال أيضا: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
يقول أ.د أحمد امحرزي العلوي أستاذ الشريعة الاسلامية ـ بجامعة محمد الخامس-الرباط :
يقول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران: “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”. لا شك أن الإنسان يطمع في محبة الله، ومحبة الله تعالى لا تدانيها أية محبة، وفي سبيلها يتعرض المسلم لأبشع المواقف، ومعلوم أن الله تعالى يجازي الصابرين بجزاء لا نعلم مداه لقوله تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ” .