الوشم من الأمور التي نهى الشارع عنها ، وحذر منها، بل جعل فعلها من موجبات اللعنة، لما فيها من تغيير خلق الله، وتعذيب البدن بوضع الإبر فيه، فوازن الإسلام بين الزينة وبين الحرص على سلامة الجسد ،وعدم تغيير الخلقة التي فطر الله الناس عليها، فأباح الزينة في غير ما موضع،وحرمها هنا؛ ترجيحًا لسلامة البدن على تزيينه.
يقول الدكتور يوسف القرضاوي:
وقد رفض الإسلام الغلو في الزينة إلى الحد الذي يفضي إلى تغيير خلق الله، و اعتبر القرآن الغلو في الزينة من وحي الشيطان، الذي قال عن أتباعه: (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) سورة النساء:119.
ومن ذلك وشم الأبدان، ووشر الأسنان، وقد “لعن الرسول عليه الصلاة والسلام الواشمة والمستوشمة، والواشرة والمستوشرة”.
أما الوشم ففيه تشويه للوجه واليدين بهذا اللون الأزرق والنقش القبيح، وقد أفرط بعض العرب فيه -وبخاصة النساء- فنقشوا به معظم البدن.
هذا إلى أن بعض أهل الملل كانوا يتخذون منه صورًا لمعبوداتهم وشعائرهم، كما نرى النصارى يرسمون به الصليب على أيديهم وصدورهم.
أضف إلى هذه المفاسد ما فيه من ألم وعذاب بوخز الإبر في بدن الموشوم.
كل ذلك جلب اللعنة على من تعمل هذا الشيء (الواشمة) ومن تطلب ذلك لنفسها (المستوشمة).
ويقول الدكتور عجيل النشمي:
الوشم محرم فقد لعن رسول الله ص الواشمة والمستوشمة، وهي التي تطلب أن يفعل بها الوشم. والوشم قديمًاً هو تشريط للجلد حتى يظهر الدم ثم وضع صبغة فيه، والدم نجس فإذا تجلط فهو نجس أيضاً.
والخلاصة أن الوشم من الأمور المحرمة ،وهو من الغلو في الزينة، ويجب التوبة منه.