يقول فضيلة الشيخ عبدالحميد كشك -رحمه الله-:
اعلم أنه لا يخلَّد في النار موحِّد، ولو ارتكب الكبائر وفاء بوعده تعالى بقوله: ( إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء ).
وقوله سبحانه: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه ).
واحتمال دخوله الجنة أولاً جزاء لما عمله من الخير، ثم يدخل النار عقابًا لما عمله من الشر، يبطله قوله تعالى: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرِرٍ مُتَقَابِلِينَ * لا يمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِين ).
وقوله تعالى: ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور )، فهذا يدل على أن استيفاء الأجر بالنسبة لمن يدخل النار لا يكون إلا بعد الخروج منها.

وكذلك حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ـ ـ قال: “يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار”، ثم يقول الله تعالى: “أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد اسودُّوا، فيُلْقون في نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، ألم تَرَ أنها صفراء ملتوية” (أخرجه الشيخان والنسائي).

وحديث أنس رضي الله عنه أن النبي ـ ـ قال: “يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار كل من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير” (أخرجه أحمد والشيخان والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال: حسن صحيح).