يقول النبي : ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد ، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها، ثم اعتقها فتزوجها فله أجران. وقد ترجم الإمام البخاري لهذا الحديث بقوله: (باب تعليم الرجل أمته وأهله).

فإن تعليم المسلم لغير المسلمة، وتهذيبه لها ، ودلالته لها على طريق الخير ، مع زواجه بها يجعل له أجرين عند الله تعالى، فتعهدها بالتربية والإصلاح ، فإن آنس منها صلاحا ، ولاحت له بوادر توبتها ، وأسلمت وحسن إسلامها فيمكن حينئذ أن يفكر في الزواج بها إن شاء ، وإن كان يعلم أن شبح الماضي سيظل يطارده وينغص عليه حياته فمن الآن فليدعها، ولكن لا يتزوجها قبل أن يحسن إسلامها مقامرا على حسنه فيما بعد، فإن رسول الله ندب للزواج من ذات الدين ، وليس ممن ستصير ذات دين ، والحديث الذي قدمناه في صدر مادتنا يبين أجر من تزوج الجارية بعد التأديب ، وبعد ظهور أثر التأديب على الخلق والدين.

ويذكر البعض قصص عديدة تزوج أصحابها من أجنبيات آنسوا منهن صلاحا وتسامحا فإذا بهن يكشفن عن عداوة بغيضة، ويستأثرن بأولادههن ، يعلمنهن كراهية الإسلام…… – ولا يعلم ما في غد إلا الله- والمسلم الذكي هو من يعتبر بغيره لا بنفسه.

 وثمة بعد مهم في الموضوع ، هو أنه إذا كان المسلم يبتغي أجر هدايتها من الله فإنه ليس خافيا عليه أن أجر الهداية ليس مرهونا بها ، ولا مقصورا على دعوة النساء ، فأمامك أيها المسلم رجال كثيرون ،اجعل من شئت منهم مشروعك الدعوي، ولك من الأجر الكثير ، بل دعوة الرجل للرجل أبعد عن حظوظ النفس ، وأقرب للإخلاص.