من المعلوم الذى أجمع عليه الفقهاء أن الفاسق المعلن لفسقه المجاهر بمعصيته لا غيبة له ، أى لا إثم فى اغتيابه ، بل قد ورد الأمر بذكر عيوبه وفسقه تحذيرا للناس منه ومن شره ، والكافر أشد من الفاسق ، فيجوز اغتيابه من باب أولى ، ولأن دمه وماله هدر لا حرمة له فيكون عرضه كذلك ، بخلاف المسلم .

وظاهر الآية خاص بتحريم غيبة المسلمين لبعضهم ، لا لغيرهم( ولا يغتب بعضكم بعضا) والحديث يعرف الغيبة بأنها :( ذكرك أخاك بما يكره) وليس الكافر أخا للمسلم ولو كان من أبيه وأمه ، كما قال الله تعالى لنوح عليه السلام عن ابنه الكافر :( إنه ليس من أهلك ).
إلا أن يترتب على ذلك فتنة أو ضرر لأحد المسلمين فيحرم اغتيابه من أجل ذلك . كما نهى الله عن سبهم فى قوله تعالى:(ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) غير أن الغيبة ليست كالسب المباشر حيث لا يسمعها الكافر .

قال القرطبى فى تفسير قوله تعالى : ( ولا يغتب بعضكم بعضا):

ليس من هذا الباب غيبة الفاسق المعلن به المجاهر, فإن في الخبر (من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له). وقال صلى الله عليه وسلم: (اذكروا الفاجر بما فيه كي يحذره الناس).فالغيبة إذا في المرء الذي يستر نفسه.

وروي عن الحسن أنه قال: ثلاثة ليس لهم حرمة: صاحب الهوى , والفاسق المعلن , والإمام الجائر.

وقال الحسن لما مات الحجاج: اللهم أنت أمته فاقطع عنا سنته – وفي رواية شينه (عيبه وعاره) – فإنه أتانا يمد بيد قصيرة البنان, والله ما عرق فيها غبار في سبيل الله, يرجل جمته ( يرسل شعر رأسه )ويخطر في مشيته(يتكبر), ويصعد المنبر فيهدر (يتكلم بغضب وشدة) حتى تفوته الصلاة.

لا من الله يتقي, ولا من الناس يستحي, فوقه الله وتحته مائة ألف أو يزيدون, لا يقول له قائل: الصلاة أيها الرجل.
ثم يقول الحسن: هيهات ! حال دون ذلك السيف والسوط.
وروى الربيع بن صبيح عن الحسن قال: ليس لأهل البدع غيبة(انتهى)