لو كان هذا المنطق سليما لكان أولى بالزني هم الشباب الذين لا يملكون مؤنة النكاح، ولم يتذوقوا اللذة التي ذاقها الزوج الذي تتأبى عليه زوجته.. وكذلك لو سلمنا بصحة هذا المنطق، لكان أحق بالزنا من تفارقه زوجته بموت أو طلاق، فلا شك أن هذا المنطق منطق فاسد ولا يبرر الوقوع في الفاحشة.

غاية الأمر أن الزوج إذا لم يمكنه إصلاح زوجته ووعظها وتذكيرها، فله أن يطلقها وليبحث عن زوجة أخرى، أما اقتراف كبيرة الزنا فهذا لا عذر فيه ولا مبرر له ، وواجب المسلم أن يكون وقافا عند حدود الله عز وجل..

وننتقل بعيدا إلى نقطة أخرى لو سلمنا بهذا المنطق أيضا، فإذا كان من حق الزوج الذي تتأبى عليه زوجته أن يزني، فبأي امرأة سوف يزني، هل يزني بحليلة جاره، أم يبحث عن غانية، أم يبحث عمن يهواه قلبه؟ وهل يقبل الزوج أن يُفعل هذا بأخته وأمه وزوجته.

وإذا كان التقصير من جانب الزوج ولم تجد الزوجة ما تطفئ به نار الشهوة، ولا شك أن حاجتها أشد لأن الزوج يمكنه أن يتزوج بثانية وثالثة ورابعة؟ فهل يرضى الزوج العاجز عن الجماع أن تمارس زوجته الفاحشة كلما تأججت بداخلها نار الشهوة حتى تطفئ هذه النار، وستظل الزوجة وفية لزوجها وبيتها، كل ما في الأمر أنها تبحث عن طريق تشبع به رغبتها بسبب عجز الزوج؟ هل يقبل الزوج بهذا المنطق؟

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يحلون حلاله ويحرمون حرامه.

والله أعلم.