الجن مُكَلَّفون كالإنس، والنصوص في ذلك كثيرة، منها قوله تعالي ( وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليَعْبدون) (سورة الذاريات :56).
والتكليف لا يتم إلا برسالة لِئَلَّا يكون للناس على الله حجةٌ، قال تعالى (يا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإنسِ أَلَمْ يَأْتِكُم رُسُلٌ مِنكُم يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُم لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا) (سورة الأنعام:130).
وممَّا يُؤكِّدُ إِرْسال رسل إلى الجن كما جاء في القرآن الكريم:
قوله سبحانه وتعالى: ( قُلْ أُوحِيَ إليَّ أنَّه استمع نفرٌ من الجِنِّ فقالوا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا. يهدى إلى الرُّشد فآمنَّا به ولن نشْرِكَ بربِّنَا أحدًا) ( سورة الجن : 1،2)
وقوله سبحانه وتعالى: ( وإذْ صَرَفْنَا إِليك نَفَرًا مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) ( سورة الأحقاف:29).
فَالرُّسُلُ إلى الجن هم من الإنس، ولم يَثبُت أن الله أوْحَى بشرع إلى جنِّي ليُبَلغه إلى الجن، بل كانوا يسمعون من الرسول البشر، وهم ـ بدورهم ـ يُبلِّغون ما سمعوه إلى قومهم كما تدل عليه هذه الآية، والمهم أنهم مُكَلَّفون، سواء أكان الرسول بشرًا أم جِنيًّا.
والله تعالى أعلم.