قال تعالى: (وعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الملائكه فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (سورة البقرة: 31) الأسماء التي علَّماها الله لآدم ليس فيها نصٌّ صحيح، وكل ما ورد فهو أقوال اجتهادية ومن أقرب الأقوال في كيفية التعليم أن الله أعطى آدم القُدرة على تسمية أي شيء يُعْرَض عليه، عن طريق العقل والاستنباط، والملائكة لا يُمكنها أن تستقلَّ بذلك، فما عَلِمَتْه من الله عَلِمَتْه، وما لا فلا. ( قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (سورة البقرة: 32).
جاء في تفسير القرطبي “ج1 ص282″ قوله: اخْتَلَفَ أهل التأويل في معنى الأسماء التي علَّمها لآدم ـ عليه السلام ـ فقال ابن عباس وعِكْرِمَة وقتادة ومجاهد وابن جبير: علَّمه أسماء جميع الأشياء كلها جليلها وحقيرها. وروى عاصم بن كليب عن سعد مولى الحسن بن علي قال: كنت جالسًا عند ابن عباس فذكروا اسم الآنية واسم السوط، قال ابن عباس: ” وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا” قلت ـ أي القرطبي ـ وقد روى هذا المعني مرفوعًا على ما يأتي وهو الذي يقتضيه لفظ “كُلَّهَا” وذكر حديث البخاري في الشفاعة العُظمى وأن المؤمنين قالوا لآدم: وعلمك أسماء كل شيء: قال ابن عباس: علَّمه أسماء كل شيء حتى الجَفْنة والمِحْلب، وقال الطبري: علَّمه أسماء الملائكة وذريته، واختار هذا ورجَّحه بقوله : ” ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ”، وَذَكَرَ القُرْطبي أقْوَالًا أُخْرَى، واختار أنه علَّمه أسماء جميع الأشياء كلها جليلها وحقيرها، مِنْ هذا نرى أن الأسماء ليْس في المراد منها نص صريح صحيح، والأقوال كلهُّا اجتهادات، ولا داعِيَ لإرهاق أنفسنا في معرفتها.