يقول العلامة ابن حجر العسقلاني:ـ
قال ابن رشيد : الفجأة أي البغتة . وموت الفجأة وقوعه بغير سبب من مرض وغيره , وما رواه أبو داود بلفظ ” موت الفجأة أخذة أسف ” في إسناده مقال , وقد أخرجه أبو داود من حديث عبيد بن خالد السلمي ورجاله ثقات , إلا أن راويه رفعه مرة ووقفه أخرى .
وقوله ” أسف ” أي غضب، وزْنًا ومعنى , وروي بوزن فاعل أي غضبان , ولأحمد من حديث أبي هريرة ” أن النبي ﷺ مر بجدار مائل فأسرع وقال : أكره موت الفوات ” قال ابن بطال : وكان ذلك – والله أعلم – لما في موت الفجأة من خوف حرمان الوصية , وترك الاستعداد للمعاد بالتوبة وغيرها من الأعمال الصالحة .
وقد روى ابن أبي الدنيا في ” كتاب الموت ” من حديث أنس نحو حديث عبيد بن خالد وزاد فيه ” المحروم من حرم وصيته ” انتهى .
وفي ” مصنف ابن أبي شيبة ” عن عائشة وابن مسعود ” موت الفجأة راحة للمؤمن وأسف على الفاجر ” .
وقال ابن المنير لعل البخاري أراد بهذه الترجمة أن من مات فجأة فليستدرك ولده من أعمال البر ما أمكنه مما يقبل النيابة , كما وقع في حديث الباب .
وقد نقل عن أحمد وبعض الشافعية كراهة موت الفجأة, ونقل النووي عن بعض القدماء أن جماعة من الأنبياء والصالحين ماتوا كذلك , قال النووي : وهو محبوب للمراقبين المقربين.
قلت : وبذلك يجتمع القولان . ( انتهى مختصرا من كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري)