هذه القصة التي تروى بلقاء النبي بإبليس في المسجد مع جماعة من أصحابه مفتراة ومختلقة ومكذوبة ، ولم يأت بها خبر في كتب الأحاديث ، ولا في غيرها من الكتب المعول عليها ، فلم يحدث هذا اللقاء بين النبي وبين اللعين إبليس ، وقد جمعت في هذه القصة أمور صحيحة من عدة أحاديث ،وأضيف إليها أمور غير صحيحة ، ولكن مجمل القصة باطلة مكذوبة ، فلا تحل روايتها ولا يجوز نقلها .

يقول الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في ( الفتاوى الكبرى):
بل هذا حديث مكذوب مختلق ‏،‏ ليس هو في شيء من كتب المسلمين المعتمدة ‏،‏ لا الصحاح ولا السنن ولا المسانيد ‏، ومن علم أنه كذب على النبي لم يحل له أن يرويه عنه ‏، ومن قال إنه صحيح فإنه يعلم بحاله ‏، فإن أصر عوقب على ذلك ‏.‏ ‏

‏ولكن فيه كلام كثير قد جمع أحاديث نبوية ‏، فالذي كذبه واختلقه جمعه من أحاديث بعضها كذب ، وبعضها صدق ‏، فلهذا يوجد فيه كلمات متعددة صحيحة ‏، وإن كان أصل الحديث ‏، وهو مجيء إبليس عيانا إلى النبي بحضرة أصحابه وسؤاله له كذبا مختلقا ‏، لم ينقله أحد من علماء المسلمين.‏