-قال جل شأنه: (الذين يأكلون الربا لا يقوموا إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) (البقرة: 275 ـ 279).
وأما عن طبيعة معاملات البنوك الإسلامية، فهي لا تقرض لا بالربا ولا بغيره ، ولكنها تتعامل مع الناس وفق أدوات إسلامية، منها المرابحة ، والمشاركة، والإيجار المنتهي بالتمليك ، والسلم والاستصناع.
فبإمكان المسلم أن يشتري منهم ما يحتاجه بالتقسيط، وإذا كان يحتاج إلى مال سائل فيمكنه أن يشتري منهم شيئا بالتقسيط ، ثم يبيعه لأي إنسان في السوق ، ويحصل على ثمنه نقدا بشرط أن لا يبيعه للبنك نفسه ، ولا لمن باعه للبنك وإلا كان الأمر مجرد تمثيلية.
ماذا يفعل من أخذ قرض ربوي:
أول ما يجب على المسلم هو الاستغفار والتوبة من التعامل بالربا، ثم يجب عليه سؤال الله تعالى أن يهيئ له الأسباب التي تنقذه من غضبه وسخطه وتسهل له الرزق الحلال، وعليه أن يجتهد في الدعاء بذلك ويتحرى أوقات الإجابة، ولن يضيع الله عبداً لجأ إليه واطرح بين يديه وأخلص في دعائه.
كيف يمكن التخلص من القرض الربوي
هناك عدد من الطرق للتخلص مما تبقى من القرض الربوي:
1 – إذا أمكن سداد ما تبقى من القرض دفعة واحدة (سداد مبكر) مقابل إسقاط ما تبقى من الفوائد فهو واجب، حتى لو تطلب ذلك أن يقترض من أحد أصدقائه أو معارفه (بدون فوائد بطبيعة الحال)، وهذا خير من الاستمرار فيه.
2 – يمكن شراء أسهم بالأجل ثم تسليم هذه الأسهم للبنك سداداً لما تبقى من القرض، وإذا وافق البنك على ذلك أمكن التخلص من القرض الربوي وما تبقى من فوائده. ويبقى في الذمة ثمن الأسهم، وهذا دين مشروع لأنه ناتج عن بيع.
3 – إذا تعذر ما سبق فإن أمكن أن يبيع بعض الممتلكات التي يمكن الاستغناء عنها للسداد المبكر فهو أولى. يمكن مثلاً أن يبيع سيارته نقداً لسداد القرض، ثم يشتري لنفسه سيارة بالتقسيط.
4 – إذا تعذرت كل الخيارات السابقة، ولم يجد وسيلة أخرى للتخلص من القرض الربوي، فهو في حكم المضطر. ولا يجوز له التوقف عن السداد بدعوى أن القرض ربوي. فالربا محرم ولكن الخيانة والغدر أشد تحريماً.
وليس هناك كفارة لمن وقع في الربا، عدا التوبة والاستغفار والانتهاء عن التعامل بالربا، كما قال تعالى: ( فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله )، فالانتهاء والتوبة تجب ما سبق إن شاء الله تعالى.