إذا كانت عيادة المريض واجبًا أو سنة على ذويه وجيرانه وأصحابه، فكم مرة تكون ؟ وما مدة العيادة ؟
هذا أمر متروك للعرف ولظروف الناس وظروف المريض نفسه ولمدى قوة الصلة بالمريض.
والمريض الذي يطول مرضه يزار بين كل فترة وأخرى، وليس في ذلك زمن محدد.
قال بعض العلماء : ينبغي أن تكون العيادة للمريض غبًا، لا يواصلها كل يوم إلا أن يكون مغلوبًا، وقال بعضهم : كل أسبوع مرة.
وتعقب ذلك النووي قائلا : (هذا لآحاد الناس، أما أقارب المريض وأصدقاؤه ونحوهم، ممن يأتنس بهم، أو يتبرك بهم، أو يشق عليهم إذا لم يروه كل يوم، فليواصلوها ما لم ينه، أو يعلم كراهية المريض لذلك.
وإذا عاد المريض كره إطالة القعود عنده، لما فيه من إضجاره، والتضييق عليه ومنعه من بعض تصرفاته ). (المجموع للنووي 5 / 112).
وهذا أيضًا لا ينطبق على كل عائد، فقد يحب المريض من بعض عواده أن يطيلوا المكث عنده، وخصوصًا من طال مرضه، واعتبر العيادة إيناسًا له وتهوينا عليه، ولا سيما إن طلب ذلك بنفسه.
قال الحافظ : وجملة آداب العيادة عشرة أشياء، ومنها ما لا يختص بالعيادة :
1-ألا يقابل الباب عند الاستئذان.
2 – وأن يدق الباب برفق.
3-وألا يبهم نفسه، كأن يقول : أنا.
4 -وألا يحضر في وقت يكون غير لائق بالعيادة كوقت شرب المريض الدواء . (أو وقت التغيير على جرحه، أو وقت نومه وراحته).
5 -وأن يخفف الجلوس (إلا لمن له به علاقة خاصة كما ذكرنا).
6 -وأن يغض البصر (أي إذا كان في المكان نساء غير محارم له).
7 -وأن يقلل السؤال، ويظهر الرقة.
8 -وأن يخلص الدعاء.
9 -وأن يوسع للمريض في الأمل.
10 -وأن يشير عليه بالصبر، لما فيه من جزيل الأجر، ويحذره من الجزع لما فيه من الوزر) (فتح الباري 10 / 126 باب قول المريض : قوموا عنى).
والمريض الغائب أو البعيد – ممن له الحق – تكون عيادته بالسؤال عنه بالهاتف، لمن قدر عليه، أو بالبرق، وخصوصًا بعد نجاح العمليات الجراحية الخطيرة ونحوها، أو بالبريد.