أول علم يرفع هو علم الفرائض والمواريث:
ورد في كتاب منتقى الأخبار لابن تيمية :
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : { تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم , وهو ينسى , وهو أول شيء ينزع من أمتي } رواه ابن ماجه والدارقطني .
وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ﷺ قال : { العلم ثلاثة , وما سوى ذلك فضل : آية محكمة , أو سنة قائمة , أو فريضة عادلة } رواه أبو داود وابن ماجه .
وعن الأحوص عن ابن مسعود قال : قال رسول الله ﷺ : { تعلموا القرآن وعلموه الناس , وتعلموا الفرائض وعلموها , فإني امرؤ مقبوض , والعلم مرفوع , ويوشك أن يختلف اثنان في الفريضة والمسألة فلا يجدان أحدا يخبرهما } ذكره أحمد بن حنبل في رواية ابنه عبد الله .
ما المقصود بعلم الفرائض وهل يجب تعلمه:
في نيل الأوطار للشوكاني:
الفرائض جمع فريضة كحدائق جمع حديقة , وهي مأخوذة من الفرض : وهو القطع , يقال : فرضت لفلان كذا : أي قطعت له شيئا من المال والفرائض نصف العلم، قال ابن الصلاح : لفظ النصف ههنا عبارة عن القسم الواحد وإن لم يتساويا .
وقال ابن عيينة : إنما قيل له : نصف العلم لأنه يبتلى به الناس كلهم , وفيه الترغيب في تعلم الفرائض وتعليمها والتحريض على حفظها , لأنها لما كانت تنسى وكانت أول ما ينزع من العلم , فإن الاعتناء أهم ومعرفتها لذلك أقوم .
أهمية تعلم علم الفرائض:
للميراث في الشريعة الإسلامية أهمية عظيمة وجليلة فهو علمٌ قائم بحد ذاته يمسّ كل فرد في المجتمع ويتعلق بكل إنسان , فلما كان المال بالنسبة للإنسان هو عصب الحياة على مرّ الأزمان فقد تولّى الله سبحانه وتعالى بنفسه قسمة الميراث في مُحكم التنزيل لعلمه سبحانه وتعالى ما للمال في نفوس خلقه من مطامع وكم هي نفوسهم مَرضى عند قسمة الأموال فبين سبحانه أحكام المواريث وفصّلها في كتابه العزيز بخلاف سائر الأحكام كالصلاة والصيام وغيرها فقد أجملها القرآن وبيّنتها السنّة وهذا يدلُّ على أهمية هذا العلم العظيمة فقد حثّ النبي ﷺ على تعلم هذا العلم وتعليمه والتحذير من نسيانه.
جاء في الموسوعة الكويتية :
وعلم الميراث – ويسمى أيضا علم الفرائض – هو علم بأصول من فقه وحساب تعرف حق كل في التركة . والإرث اصطلاحا : عرفه الشافعية والقاضي أفضل الدين الخونجي من الحنابلة بأنه حق قابل للتجزؤ يثبت لمستحقه بعد موت من كان له ذلك لقرابة بينهما أو نحوها .
ومعرفة الفرائض من أهم العلوم بعد معرفة أركان الدين . وقد حث الرسول ﷺ على تعليمها وتعلمها . فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه . أن النبي ﷺ قال : { تعلموا القرآن وعلموه الناس , وتعلموا الفرائض وعلموها الناس , فإني امرؤ مقبوض , وسيقبض هذا العلم من بعدي حتى يتنازع الرجلان في فريضة فلا يجدان من يفصل بينهما } . وقد كان أكثر مذاكرة أصحاب رسول الله ﷺ ورضي الله عنهم إذا اجتمعوا في علم الفرائض ومدحوا على ذلك .
أهمية علم الفرائض في الكتاب:
تولى الله سبحانه وتعالى قسمة الفرائض بنفسه فلم يكلها إلى ملك مقرب، ولا إلى نبي مرسل، بل بينها سبحانه في محكم كتابه،وقد فصل الله سبحانه وتعالى الفرائض ثلاث آيات من كتابه وهي الآية الحادية عشرة، والآية الثانية عشرة والآية الأخيرة من سورة النساء.
1- جعل الله عز وجل هذا التقسيم فريضة كما قال تعالى في آخر الآية الأولى من آيات الفرائض {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً} .
2 – وعد الله سبحانه وتعالى من أطاعه في تقسيم الفرائض على وجهها الشرعي دخول الجنة، وهذا فضل عظيم يدل على أهمية الفرائض، قال سبحانه تعالى {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .
3- توعد الله سبحانه وتعالى من لم يطعه أو لم يطع رسوله عليه الصلاة والسلام، وتعدى حدود الله عز وجل؛ وذلك بأن لم ينفذ فرائضه بدخول النار قال سبحانه وتعالى {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} .
أهمية علم الفرائض في السنة:
١- أن الرسول ﷺ أمر بتنفيذ الفرائض على وجهها الشرعي .
٢- أن الرسول ﷺ بين بعض أحكام الفرائض، ومنه ميراث الجدة فقد ثبت بالسنة النبوية الصحيحة، عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه تسأله ميراثها، فقال: مالك في كتاب الله شيء وما علمت لك في سنة رسول الله شيئا، فارجعي حتى أسأل الناس فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة حضرت رسول الله ﷺ أعطاها السدس، فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثلما قال المغيرة، فأنفذه لها أبو بكر الصديق.
٣- أن الرسول ﷺ روي عنه عدة أحاديث في فضل علم الفرائض وفي الحث على تعلمها.
-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم ” يا أبا هريرة تعلموا الفرائض وعلموها فإنه نصف العلم وهو ينسى وهو أول شيء ينزع من أمتي “.
-عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” تعلموا القرآن وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض وعلموه الناس فإني امرؤ مقبوض وإن العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف الاثنان في الفريضة لا يجدان من يقضي بها”.