يقول الدكتور محمد سيد أحمد المسير :
عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرَّم، وصيام عاشوراء معروف في الجاهلية والإسلام، ففي صحيح الحديث أن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله ـ ﷺ ـ يَصُومه فلما هاجر إلى المدينة صامَه وأمر بصيامِه فلما فُرِض رمضان قال: مَن شاء صامَه ومَن شاء تركه”.
ففي هذا الحديث تخبرنا أم المؤمنين عائشة بأن الرسول صام هذا اليوم قبل البعثة وبعدها إلى أن هاجر إلى المدينة فوجد اليهود فيها صائمين فسألهم ـ كما في حديث آخر صحيح ـ عن سبب صيامهم فقالوا: هذا يوم عظيم أنجَى الله فيه موسى وقومَه وغَرَّق فرعون وقومه فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه، فقال الرسول ـ ﷺ: فنحن أحق وأولى بموسى منكم، وأمر بصيامه.
اهتمام النبي ﷺ بصيام عاشوراء:
اهتم الرسول ـ ﷺ ـ بصيام عاشوراء؛ فعن جابر بن سمره ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ ﷺ ـ يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده”، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن صيام عاشوراء كان واجبًا في أول الأمر فلما فُرِض شهر رمضان في العام الثاني للهجرة أصبح صيامَه سنَّةً ومستحبًّا.
هل يُكتَفَى بصيام يوم عاشوراء فقط:
صيام اليوم العاشر من المحرَّم هو الذي فعله الرسول ـ ﷺ ـ ولكن لما تحرَّج المسلمون من مُشارَكة ومُشابَهة أهل الكتاب في صيام هذا اليوم قال ـ عليه الصلاة والسلام: “فإن كان العام المقبل إن شاء الله صُمنا اليوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ـ ﷺ.
ولهذا قال العلماء: يُستَحَب صيام التاسع والعاشر معًا لأن النبي ـ ﷺ ـ صام العاشر ونوى صيام التاسع. وقد قال ـ عليه الصلاة والسلام: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم”.