رغّب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صيام الأيام الآتية:

أولاً: صيام ستة أيام من شوال:
روى الجماعة -إلا البخاري والنسائي- عن أبى أيوب الأنصاري: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر”، وعند أحمد: أنها تؤدى متتابعة وغير متتابعة، ولا فضل لأحد على الآخر، وعند الحنفية والشافعية: الأفضل صومها متتابعة عقب العيد.

ثانيًا: صيام عشر ذي الحجة وتأكيد يوم عرفة لغير الحاج:
عن أبى قتادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية” رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي.

ثالثًا: صيام المحرم وتأكيد صوم عاشوراء ويوم قبلها ويوم بعدها:
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة، فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح، نجَّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فقال -صلى الله عليه وسلم-: “أنا أحق بموسى منكم”، فصامه، وأمر بصيامه. متفق عليه.
– عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما صام رسول الله –صلى الله عليه وسلم– يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظِّمه اليهود والنصارى… فقال: إذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. رواه مسلم وأبو داود. وفي لفظ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع: (يعني مع يوم عاشوراء) رواه أحمد ومسلم.

رابعًا: صيام أكثر شعبان:
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم أكثر شعبان. قالت عائشة: “ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان” رواه البخاري ومسلم.
وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين. فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.. رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة.
وأما تخصيص صوم يوم النصف منه ظنًا أن له فضيلة على غيره مما لم يأت به دليل صحيح.

خامسًا: صيام الأشهر الحرم:
الأشهر الحرم: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. ويستحب الإكثار من الصيام فيها. فعن رجل من باهلة: أنه أتي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، أنا الرجل الذي جئتك عام الأول، فقال: فما غيَّرك وقد كنت حسن الهيئة؟ قال: ما أكلت طعامًا إلا بليل منذ فارقتك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لِمَ عذبْت نفسك؟” ثم قال: صم شهر الصبر، ويومًا من كل شهر. قال: زدني، فإن بي قوة. قال: صم يومين. قال. زدني. قال: صم من الحُرُم واترك. صم من الحُرُم واترك. صم من الحُرُم واترك، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها”. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والبيهقي بسند جيد.

سادسًا: صيام يومي الاثنين والخميس:
عن أبي هريرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس، فقيل له فقال: “إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل مسلم، أو لكل مؤمن، إلا المتهاجرين فيقولون: أخرها” رواه أحمد بسند صحيح. وفي صحيح مسلم: أنه -صلى الله عليه وسلم- سئل عن صوم يوم الاثنين؟ فقال: “ذاك يوم ولدت فيه، وأنزل عليَّ فيه” أي نزل الوحي عليَّ فيه.

سابعًا: صيام ثلاثة أيام من كل شهر:
قال أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض؛ ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، وقال: “هي كصوم الدهر” رواه النسائي، وصححه ابن حبان.

ثامنًا: صيام يوم وفطر يوم:
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لقد أخبرت أنك تقوم الليل وتصوم النهار. قال: قلت: يا رسول الله، نعم. قال: فصم وأفطر وصل ونم، فإن لجسدك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لزورك عليك حقًا، وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام”. -زورك: أي ضيوفك- قال: فشددتُ فشُدد عليَّ. قال: فقلت: يا رسول الله، إني أجد قوة. قال: “فصم من كل جمعة ثلاثة أيام” قال: “فشددتُ فشُدد عليَّ. قال: فقلت يا رسول الله إني أجد قوة” قال: “صم صوم نبي الله داود، ولا تزد عليه” قلت: يا رسول الله، وما كان صيام داود -عليه الصلاة والسلام-؟ قال: “كان يصوم يومًا ويفطر يومًا” رواه أحمد وغيره. ورويَ أيضًا عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أحبُّ الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصفه ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا”