كان الوَشم معروفًا عند العرب قبل الإسلام كغيرِهم من الأمَم. وكان يُقْصدُ به الجَمالُ إن كان في شفتيِ المرأة، ويُعرف باللَّمَى ، فاللَّمْياء حسنة في أعين الرِّجال عندهم، كما قصد به في بعض البلاد تمييز القبائل بعضها عن بعض، بخطوط ذات اتجاهات وأعداد متنوِّعة، كالموجودة في بلاد النّوبة جنوبي مصر، كما يُعملُ لأغراضٍ أخرى في مواضِعَ مُعيّنة من الجسم من أجل الجَمال في عُرف بعض القبائل، أو إظهار البأس والقُوّة وغير ذلك من الأغراض.
ما هو حكم الوشم
يقول الدكتور عجيل النشمي:
الوشم محرم فقد لعن رسول الله ص الواشمة والمستوشمة، وهي التي تطلب أن يفعل بها الوشم. والوشم قديمًاً هو تشريط للجلد حتى يظهر الدم ثم وضع صبغة فيه، والدم نجس فإذا تجلط فهو نجس أيضاً.
والخلاصة أن الوشم من الأمور المحرمة ،وهو من الغلو في الزينة، ويجب التوبة منه.
هل الوشم للمرأة جائز
يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله تعالى – المفتي السابق للملكة العربية السعودية:
الوشم لا يجوز، لا للرجل ولا للمرأة، لا في الوجه، ولا في اليدين، ولا في غيرهما؛ لأن الرسول ﷺ لعن الواشمة والموشومة، فالواجب الحذر من ذلك.
والواجب على من يفعل هذا أن يتركه، وأن يستغفر الله سبحانه وتعالى، ويتوب إليه مما مضى، مع التوبة مما سلف.
هل تجب إزالة الوشم بعد التوبة
يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله تعالى –: ما يبقى من آثار ذلك فإنه لا يلزمه إزالة ذلك إذا كان فيه ضرر، لا يلزمه زوال ذلك؛ لأن الضرر لا يزال بالضرر، فإذا كان الوشم في الإنسان لا يمكن زواله إلا بشيء أضر وأشد فلا يزال، ويعفو الله عما سلف، لكن إذا تيسر زوال ذلك بدون مشقة ولا مضرة، فإنه يجب زواله، يجب أن يزال.
أما إذا كان ذلك لا يحصل إلا بمشقة، أو إيجاد ما هو أقبح فلا حرج في ذلك، ولا يلزم إزالته.
ومن قام بعمل الوشم له من أحد والديه وهو صغير فلا يجب عليه إزالته، والإثم على من فعل إذا كان يفهم؛ لأن الوشم لا يجوز، فلو تيسر أن يزال لا يضر، ولا يشق فهو حسن، لكن إذا كان في إزالته جراحة، ومشقة؛ فلا حاجة إلى ذلك.
هل تقبل صلاة من يضع الوشم
لا إثم عليه إن شاء الله ما دام قد تاب إلى الله، وندم على ما فعل، وصلاته صحيحة، وإذا استطاع فيما بعد أن يزيل هذا الوشم بدون أن يشق ذلك عليه مشقة شديدة أو يحرجه في دينه أو دنياه فينبغي أن يفعل .