الفتوى كما قال ابن القيم توقيع عن رب العالمين؛ فمن أفتى بغير علم فقد وقع في محرم كبير بل لو تعمد الفتوى بدون علم فعاقبته غير محمودة، لأن الفتوى بغير علم قد تصل إلى القول على الله بغير علم؛ أي الكذب على الرسول (ص) وكلاهما من الكبائر الموبقات، ولذلك ننصح بالإحتياط في الفتوى والتفقه في دين الله سبحانه وتعالى قبل الإفتاء، وكذلك لا يجوز للمستفتي أن يأخذ الفتوى إلا من عالم فقيه ثقة يتقي الله سبحانه وتعالى في فتواه، فقد قال السلف: إن هذا (أي أخذ الفتوى) من الدين فانظر من تأخذ عنه دينك.
فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة الحذر من طاعة الشيطان في القول على الله بغير علم، والفتوى بغير علم، لا في العبادات ولا في غيرها، يقول الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[النحل:43]، فالفتوى تكون من أهل الذكر يعني من أهل العلم بالقرآن العظيم والسنة المطهرة، العلماء بكتاب الله، وسنة رسوله ﷺ، وهم الذين يفتون الناس وهم الذين يسألون.
قال ابن القيم رحمه الله :
” وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء ، وجعله من أعظم المحرمات ، بل جعله في المرتبة العليا منها فقال تعالى : ( قُُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33.