حثَّ الإسلام على العمل الصالح، والسعي لتحصيل الرزق ، والأكل من الحلال الطيب ليقبل الله الدعاء.
فإذا كان الإنسان قصده وغرضه أساسًا من الدروس الخصوصية مساعدةَ الطلاب على تحصيل العلم وتوسيع مداركهم جاز ذلك شرعًا حتى لو حصل على أجر، شريطةَ ألا يكون مُغالياً في هذا الأجر ومرهقًا لأولياء الأمور.
أما إذا كان الغرض والهدف جمع المال والثراء الفاحش على حساب المحتاجين من طلاب العلم والمعرفة فإن ذلك يكون مُحَرَّمًا شرعًا .
يقول الدكتور نصر فرييد واصل ، مفتي مصر السابق :
حَثَّ الإسلام على العمل والسعي لتحصيل الرزق، قال الله تعالى: (فامْشُوا في مَناكِبِها وكُلُوا مِنْ رِزْقِه وإليه النشور) (الملك: 15) وأوجب الإسلام أن يكون العمل مشروعًا ليُدِرَّ كسبًا حلالاً طيبًا، فأكثر آيات القرآن الكريم التي تحدثتْ عن المؤمنين قد جعلت العملَ الصالح من صفاتهم الملازمة لهم، فيقول تعالى: (إنَّ الذين آمنوا وعَمِلُوا الصالحاتِ إنَّا لا نُضيعُ أجرَ مَنْ أَحْسَنَ عملًا) (الكهف: 30).
والسنة النبوية المطهرة حافلة بالأحاديث الشريفة التي حَثَّت المؤمنين على العمل الصالح والأكل من الحلال الطيب ليتقبل الله دعاءهم وعبادتهم؛ لأن الأكل من الخبيث المُحَرَّم يَمْنع قَبولَ الدعاء والعبادة، يقول رسول الله ﷺ: “أيها الناسُ إن اللهَ طيبٌ لا يَقْبَلُ إلا الطيب، وإن الله أَمَرَ المؤمنين بما أَمَرَ به المُرْسَلين، فقال: (يا أيها الرسلُ كُلُوا مِنْ الطيباتِ واعْمَلوا صالحًا) وقال: (يا أيها الذين آمنوا كُلُوا مِنْ طيباتِ ما رَزَقْناكم) ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفرَ، أَشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يدَه إلى السماء: يا رب يا رب. ومَطْعَمُه حرام ومَشْرَبُه حرام وقد غُذِّيَ بالحرام فأنَّى يُستجاب له!” (رواه أحمد ومسلم والترمذيّ).
وقال ﷺ: “يا سعد أَطِبْ مَطْعَمَك تكن مستجابَ الدعوة.
ومن مجموع هذه النصوص يُستفاد أن المسلم واجبٌ عليه أن يتحرى الكسبَ الحلال بعيدًا عن الرِّيَب والشبهات لقوله ﷺ: “اتقوا الشبهات، فمَن اتَّقى الشبهات فقد اسْتَبْرَأَ لدينه وعِرْضه، ومن طاف حول الحِمَى يُوشك أن يقع فيه”.
فإذا كان قصد المدرس وغرضه أساسًا من الدروس الخصوصية مساعدةَ الطلاب على تحصيل العلم وتوسيع المدارك والأخذ بيدهم إلى اجتياز الصعاب والعقبات والوصول بهم إلى النجاح والتقدم ـ جاز ذلك شرعًا حتى لو حصل على أجر، شريطةَ ألا يكون مغالياً في هذا الأجر ومُرْهِقًا لأولياء الأمور، وبشرط أن يكون قد أدَّى واجبه الأساسيّ أولاً على أكمل وجه إن كان معلمًا ، ويُعَدّ ذلك من قبيل التعاون على البر والتقوى المأمور بهما في قوله تعالى: (وتَعَاوَنوا على البِرِّ والتقوى ولا تَعاونوا على الإثمِ والعُدْوان) (المائدة: 2).
أما إذا كان غرضه وهدفه أصلًا جَمْعَ المال والثراء الفاحش على حساب المحتاجين من طلاب العلم والمعرفة فإن ذلك يكون مُحَرَّمًا شرعًا لاندراجه في النهي الوارد في قوله تعالى: (ولا تَأْكُلُوا أموالَكم بينَكم بالباطل) (البقرة: 188).
وقد بَيَّنَ رسول الله ـ ﷺ ـ في الحديث أن المسلم حرام على أخيه المسلم دمُه ومالُه وعِرْضُه، حيث يقول: “المسلم أخو المسلم لا يَظْلِمه ولا يَحْقِره ولا يُسْلِمه، بحسب امرئٍ من الشر أن يَحْقِرَ أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام؛ دمُه ومالُه وعِرْضُه”.