الخشوع روح الصلاة، والطمأنينة ركن من أركان الصلاة، وعلى المصلين في صلاة التراويح أن يحققوا الخشوع والطمأنينة في الصلاة حتى ولو صلوا عددا أقل في الركعات بخشوع وتدبر وطمأنينة فهذا أفضل من عدد كبير من الركعات دون تدبر وتفكر.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :
ثبت في الصحيحين عن رسول الله – ﷺ – أنه قال: ” من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه . فالله سبحانه وتعالى شرع في رمضان في نهاره الصيام، وشرع على لسان رسوله في ليله القيام، وجعل هذا القيام سببًا للتطهر من الذنوب والخطايا .. ولكن القيام الذي تغفر به الذنوب، وتغسل فيه الأدناس، هو الذي يؤديه المسلم كاملاً بشروطه وأركانه وآدابه وحدوده .
وقد علمنا أن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة كقراءة الفاتحة، وكالركوع وكالسجود .. فإن النبي – ﷺ – حينما أساء بعض الناس الصلاة أمامه ولم يؤد لها حقها من الاطمئنان، قال له: ” ارجع فصل، فإنك لم تصل ” .. ثم علمه كيف تكون الصلاة المقبولة فقال له: ” اركع حتى تطمئن راكعًا، واعتدل حتى تطمئن قائمًا، واسجد حتى تطمئن ساجدًا، واجلس بين السجدتين حتى تطمئن جالسًا وهكذا ” (رواه الشيخان وأصحاب السنن من حديث أبي هريرة) ..
فالطمأنينة في جميع هذه الأركان شرط لابد منه، وحدّ الطمأنينة المشروطة قد اختلف فيه العلماء . فمنهم من جعل أدناه أن يكون مقدار تسبيحة كأن يقول: سبحان ربي الأعلى مثلاً . وبعضهم – كالإمام شيخ الإسلام ابن تيمية اشترط أن يكون مقدار الطمأنينة في الركوع والسجود نحو ثلاث تسبيحات، فقد جاء في السنة أن التسبيح ثلاث، وذلك أدناه فلابد أن تطمئن بمقدار ثلاث تسبيحات … ويقول الله عز وجل: (قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون). (المؤمنون: 1، 2).