لا مانع شرعا من تعليم القرآن الكريم في المسجد ، بشرط أن يخلو من التشويش على المصلين، فإن كان في تعليمه في المسجد تشويش على المصلين أو الذاكرين في المسجد كان ارتفاع الصوت بالتلاوة فيه إثم؛ لأنه يترتب عليه عدم ضبط الصلاة لمن شوش عليه، أو عدم استطاعة الذاكر ضبط الألفاظ التي يتلفظ بها عند الذكر، وكلاهما أمر محرم.
وفي هذه الحالة ينبغي التعليم في المكان الآخر ما دام متوفرا.
فإذا كان التعليم في غير وقت الصلاة ولا يغلب دخول أحد وتنفله وقت التعليم فلا حرج في التعليم في المسجد، وكذا إذا كان الصوت ممنوعا أثناء قيام أحد في المسجد بالصلاة، كأن يسكتوا عندما يشرع أحد في الصلاة داخل المسجد حتى لا يتأثر بالصوت أثناء صلاته.
بل التعليم في المسجد أفضل من التعليم في مكان آخر، فقد ورد في الأحاديث الصحيحة ما يفيد أن المسجد أفضل مكان لتعليم القرآن وتعلمه ، منها قول النبي ﷺ : ( خيركم من تعلم القرآن و علمه ).
وقوله ﷺ: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسون فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ). رواه مسلم.
وعن عقبة بن عامر قال: خرج علينا رسول الله ﷺ ونحن في الصفة فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ فقلنا: يا رسول الله كلنا نحب ذلك. قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم، أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث، وأربع، خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل. رواه مسلم.