لم يرد في السنة ما يدل على أفضلية أول أحد في شعبان ولا غيره ، ولم يرد حث على التوسعة على النفس والأهل في هذا اليوم ، ولم يرد أن هذا الوقت أرجى في الإجابة من غيره ، فكل هذا من البدع.

وليلة النصف من شعبان، لم يأت فيها حديث وصل إلى درجة الصحة، هناك أحاديث حسنها بعض العلماء، وبعضهم ردها وقالوا بأنه لم يصح في ليلة النصف من شعبان أي حديث …
هذا يدلنا على أن الأدعية التي يضعها البشر ويخترعونها كثيرًا ما تكون قاصرة عن أداء المعنى، بل قد تكون محرفة ومغلوطة ومتناقضة.

وكل هذه تعبدات ما أمر الشرع بها . والأصل في العبادات، الحظر .. ليس للإنسان أن يخترع في عباداته ما يشاء، لأن الذي من حقه أن يعبد الناس وأن يرسم لهم العبادة هو الله عز وجل قال تعالى (أم شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى: 11) فعلينا أن نقف عند ما ورد في الكتاب والسنة.

أحاديث لاتصح عن شعبان:

هناك الكثير من الأحاديث التي يكثر انتشارها بين الناس في فضل شعبان، ولم يصح ثبوتها إلى النبي منها:

١- “شعبان شهري ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر”. حديث موضوع

٢- “رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي”. حديث موضوع

٣- سئل النبي أيّ الصوم أفضل بعد رمضان؟ قال: “شعبان لتعظيم رمضان” قال فأي الصدقة أفضل؟ قال: ” صدقة في رمضان “. حديث ضعيف

5- ” أتاني جبريل عليه السلام فقال هذه ليلة النصف من شعبان، ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم بني كلب، لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر”. حديث ضعيف جداً

6 – عن عائشة رضي الله عنها عن النبي : “إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله من الذنوب أكثر من عدد شعر غنم كلب”. حديث ضعيف

7 – عن عائشة رضي الله عنها عن النبي : “إن الله يطّلع على عباده في ليلة النصف من شعبان؛ فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم”. حديث ضعيف

8- عن أبي أمامة عن النبي : “خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلة الجمعة وليلة الفطر وليلة النحر”. حديث موضوع

9- عن علي رضي الله عنه عن رسول الله : “إذا كانت ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها، وصوموا يومها ؛ فإن الله تبارك وتعالى ينـزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفرٍ فأغفر له؟ ألا من مسترزقٍ فأرزقه؟ ألا من مبتلَىً فأعافيه؟ ألا من سائل فأعطيه؟ ألا كذا ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر”. حديث موضوع

من البدع في شعبان:

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله تعالى – :“من البدع التي أحْدَثها بعضُ الناس: بدعةُ الاحتفال بليلة النِّصف من شعبان، وتخصيص يومِها بالصيام، وليس على ذلك دليلٌ يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديثُ ضعيفةٌ لا يجوز الاعتماد عليها، أمَّا ما ورد في فضْل الصلاة فيها، فكلُّه موضوع”.