الأمي فسرها العلماء على أنه نبي الأمة الأمية ،أي التي لا تقرأ ولا تكتب،والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ ولا يكتب،وكان ذلك من حكمة الله ،حتى لا يقال إنه ألف القرآن من عنده ،بل تعد أميته من إحدى دلائل نبوته .

يقول الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق-رحمه الله تعالى- رئيس مكتب تحقيق التراث بالكويت:

من علامات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد نشأ أمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة ومات كذلك، وعرف عند قومه جميعاً بالصدق والأمانة، ولم يكن على علم بشيء من الدين، ولا الرسالات السابقة، ومكث على هذا أربعين سنة من عمره،ثم إن الوحي قد جاء بهذا القرآن الذي بين أيدينا الآن، وقد جاء هذا القرآن بمعظم أخبار الرسالات السابقة وقص أخبارها بأدق تفاصيلها كأنه عايشها، وجاءت هذه الأخبار تماماً كما هو موجود في التوراة التي أنزلت على موسى، والإنجيل الذي أنزل على عيسى… ولم يستطع اليهود ولا النصارى أن يكذبوه في شيء مما قاله.

وقيل: إنه منسوب إلى مكة أم القرى .

يقول القرطبي في تفسير قوله تعالى :(النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل:قوله تعالى : ” الأمي ” هو منسوب إلى الأمة الأمية , التي هي على أصل ولادتها , لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها ; قاله ابن عزيز . وقال ابن عباس رضي الله عنه : كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب ; قال الله تعالى : ” وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك ” [ العنكبوت : 48 ] . وروي في الصحيح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ) . الحديث . وقيل : نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة أم القرى ; ذكره النحاس .انتهى

ولا مانع من أن تفسر أمية الرسول بالأمرين ،أنه أمي وهو رسول الأمة الأمية كما كان هو شأنها قبل الإسلام ،وأنه منسوب إلى مكة أم القرى .