يقول فضيلة الشيخ أحمد الشرباصي ـرحمه الله ـ :
إن بعض الكلمات الجليلة قد تفقدُ معناها وتأثيرها في نفوس الكثيرين من الناس، وإن كَثُر تَرَدادها وتكرارها. وذلك لقلة التدبر فيها أو التأمل لمعناها أو الاستجابة لمغزاها، ومِن بين هذه الكلمات كلمة: “الله أكبر” العظيمة الجليلة العميقة، التي جَعَلَها الإسلام رَمْز التكبير وعِمَادَه.

ولقد كان التكبير أوَّل ما كَلَّفَ الله بِهِ رسوله حين أمره بإنذار الناس فقال له : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . قُمْ فَأَنْذِر. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) (المدثر:1 ـ3)، ويعلم الله رسوله أن يكثر من تكبيره بعد تقرير ألوهيته ووحدانيته، فيقول له: (وَقُلِ الْحَمْدِ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يِكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنِ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) (الإسراء:111).
والأذان يتردد في بلاد الإسلام كل يوم خمس مرات، وألفاظه الأساسية قبل التكرار هي: “الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، لا إله إلا الله” فنرى الأذان يبدأ بكلمة التكبير، وينتهي بكلمة التوحيد، وتتكرر كلمة “الله أكبر”
ست مرات، بينما تتكرر جملُه الأخرى مرتين…..

والصلاة تبدأ بالتكبير:
إذ يفتتحها المسلم بكلمة “الله أكبر” وتُسَمَّى حينئذٍ تكبيرة الإحرام؛ لأنها جواز الدخول في الصلاة، وإذا دخلت بها في الصلاة حُرِّمَ عليك ما كنت فيه من اللهو واللعب، وكلام الدنيا، وكل شيء إلا عمل الصلاة، وروى الخمسة إلا النسائي أن الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ قال: “مِفتاح الصلاة الطُّهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم”.
والتكبير يتخلل حركات الصلاة ويَتكَرَّر في كُلِّ ركعة عِدة مَرَّات، وَقَد روى الخمسة إلا الترمذي عن عبد الله (وهو ابن مسعود) ـ رضي الله ـ عنه قال: كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُكَبِّرُ في كل خفض، ورفع (إلا عند الرفع من الركوع) وقيام وقعود، وأبو بكر وعمر….

وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: بينما نحن نُصلي مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: مَن القائل كلمة كذا وكذا؟ .قال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: عَجِبْتُ لها، فُتحت لها أبواب السماء. قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله يقول ذلك. روى ذلك مسلم والترمذي.

ويختتم المسلم صلاته المفروضة بالتسبيح و التحميد والتكبير ، فقد أخرج الشيخان أبو داود الحديث: “مَن سَبَّحَ دُبُرَ كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحَمِد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين فتلكم تسع وتسعون، ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غُفِرَت خَطايَاه وَلَوْ كَانت مِثْل زَبَدِ البحر”.

ويأتي عيد الفطر فيجهر المسلمون بالتكبير ،مِن وقت الخروج إلى الصلاة حتى ابتداء الخُطبة، فيرددون: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد”، وإذا جاء عيد الأضحية كان أسبوعه حقيقًا بأن يُسَمَّى “أسبوع التكبير”. إذ يظل المسلمون فيه خمسة أيام يُكَبِّرُونَ الله على ماهداهم، ولعلهم يشكرون، فهم يُكَبِّرون في مُخْتلف الأوقات وبخاصة في أعقاب الصلوات من صُبْحِ يوم عَرَفَات إلى عَصْرِ اليوم الرابع من أيام العيد، وهو آخر الأيام التي تُسمى ” أيام التشريق“….

ويُستفاد من هذا أن المسلمين يُكرِّرون كلمة “الله أكبر” كل يوم عشرات المرات على الأقل في الصلوات وغير الصلوات، ولكننا لو ذهبنا نبحث عن أثر هذه الكلمة الجليلة في نفوس أكثرهم وتصرفاتهم لوجدناه قليلًا ضيئلًا، مع أن الله ـ تبارك وتعالى ـ قد شرع تكرار هذا الهُتاف الإلهي في مختلف المناسبات ـ وبخاصة في الآذان والصلوات ـ ليكون أشبه بدقات الساعة التي تتردد بين الفَيْنَة والفينة، مُنَبِّهَة لِعِبَادة الله، مُذَكِّرَة بحقوق الله، مُنادية بالرجوع إلى الله؛ ليستيقظ الغافل، ويهتدي الضال، ويرتدع المُسيء، ويزداد المُحسن إحسانًا، وكلَّما سمع أبناء القرآن هذا التكبير في الأذان قابلوه بالتكبير فيتعلَّمون الاستجابة للحق، والمسارعة إلى الخير، والتلاقي على الذِّكْر، والتعاون على البِرِّ والتقوى، والمجاهدة للإثم والعدوان:
(وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ. الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:17 ـ 18).

“الله أكبر” نِداء السماء العُلوي المُنزل مِن حمى القدس ليتردد بين أهل الأرض ، مُذكرًا إياهم بجلال الله وعظمته، وسلطانه وقدرته، فَتَقْشَعِرُّ منه جلود الذين يخشون ربهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذِكْرِ الله، فَترَى المؤمنين يُرددون كلمة “الله أكبر” في صدق وعزيمة، وكأن لصوتها هديرًا كهدير البحر المتلاطم، أو أشد وقعًا؛ لأن معناها القوي البليغ قد أَخَذَ يَهْدِرُ في قلوبهم ويتلاطم في صدورهم، فكأن هذا من ذاك..
وتتردد في الآفاق كلمة “الله أكبر” فإذا هي نَسَمات السَّماء الطاهرة التي تمرُّ على الأرض الهامدة فتحيي مواتها، وتبعثها مِن رُقَادِهَا… وتتردد فإذَا هِيَ فيض الملأ الأعلى الذي يَغْسِل أدران الحياة وأقذار البشر.

“الله أكبر” كلمة تتردَّد في أُذُنِ السارق الناهب، فترتجف يده ويهتزُّ كيانه ، ويتذكر ـ إن كان من أهل الذكرى ـ أن هناك إلهًا أقوى منه، وأكبر من حِيلَته واستخفائه، ومِن مَكْرِهِ وخَدِيعته، وأن أَخْذَ هذا الإله أقوى من أخذ القانون والمحكمة والسجن والأشغال الشاقة المؤبدة…(إِنَّ أَخْذَهُ ألِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:103).

“الله أكبر” كلمة تُدوِّي في أُذُنِ الفاسِق الذي يَهُمُّ بإثم أو معصية ، فيقشعِرُّ ويَرْتَدِع، ويتذكر ـ إن بقيت فيه فضلة ذكرى ـ أن لله عينًا لا تنام وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنه يعلم سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ، (وَهُوَ مَعَكُمْ أيَنْمَا كُنْتُمْ) (الحديد:4)… (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك:14)؟… (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ ولَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (المجادلة:7).

“الله أكبر” كلمة يُرددها ـ أو يسمعها ـ الغني الكثير المال الواسع الثروة فيتذكر عند ذلك أن الله أغنى الأغنياء، وأنه مصدر النِّعم والآلاء، وأنه هو الذي يُعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، فلا يزدهي الغنيَّ غناه، ولا يبطِّره ماله وثراؤه، بل يتدبَّر قول ربه عزَّ من قائل: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) (الكهف:46). وقوله: ( إنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (التغابن:15)، وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المنافقون:9).

“الله أكبر” كلمة يُرددها أو يسمعها الفقير القليل المال، فلا يُذله الفقر ولا يُهينه، ولا يُزلزله أو يبلبله، بل يتذكر أن الله العلي الكبير أقوى وأغنى، وأنه القادر بكبريائه ونعمائه أن يقهر هذا الفقر اللعين، فلا ينال شيئًا من المؤمن الفقير في ماله: (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً (فقرًا) فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ) (التوبة:28)، (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى. وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى. وَوَجَدَكَ عَائِلًا (فقيرًا) فَأَغْنَى) (الضحى:6 ـ 8).

“الله أكبر” يُرددها أو يسمعها الصحيح السليم المُعافى القوي البدن المفتول العضل ، فلا يغتر معها بصحته، ولا ينخدع بقوته، فإن الله الأكبر الذي وَهَبَ الصحة هو الذي يستطيع أن يسلبها ويضع مكانها العلة والمرض، والذي أعطى القوة قادر على أن يُحيلها ضعفًا، وليست قوة العضلات أوصحة الأبدان وحدها مَفخرَة لصاحبها، فكم من حيوانات وبهائم توافرت لها قوة الأجسام، ولم تُرزق قوة العقل والجَنان، بل لعل أشد البهائم بأسًا في جسمها هي أقلها في التعقل والتمييز، والمهم هو قوة العقل وثبات القلب، لا شدة الجسم ولا صلابة العضل، والحديث يقول: “ليس الشديد بالصُّرَعَة” أي الذي يَصْرَع غيره كثيرًا لقوة جسمه “إنما الشديد الذي يملِك نفسه عند الغضب“.

ويُردد الضعيف السقيم كلمة “الله أكبر” فإذا هي عنده بلسم ودواء ، وإذا هي عزاء وشفاء، وإذا هي تذكرة بأن الله الرحمن الرحيم هو أهل الرجاء ومعقد الأمل: (وَإِذَا مَرِضتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (الشعراء:80).
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاسْتَجْبَنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وِذْكَرى لِلْعَابِدِينَ) (الأنبياء:83 ـ 84).

“الله أكبر” يقولها أو يسمعها الكبير المسيطر الذي يهم بطغيان أو بهتان ، فيعلم ويتذكر أن هنا من هو أقوى منه وأعظم وهو الله الأكبر ذو البطش الشديد، فيرهبه ويتواضع له ويتأدب أمامه، ولا يبغي أو يطغى على أحد من عباده، وإلا فالمنتقم جبَّار: (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ
فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ) (الرحمن:41)… والعامة تقول ـ وهي صادقة فيما تقول ـ: “الله أكبر على من طغى وتجبَّر”… وهذا فرعون قد طغى وبغى: (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى . فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى) (النازعات:24ـ26)…وهذا هو نداء الله لمن يحاول أن يقاسمه كبرياءه: (فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)… (النحل:29).

ويُردد المظلوم المَهْضوم المستضعف كلمة ” الله أكبر ” فيقوى ويتماسك، ويتذكر أن هناك إلهًا عادلًا مُنصفًا، لا يرضى الظلم بحال، فينهض ذلك المظلوم، ويُجاهد الضيم بكل ما استطاع، مُستعينًا بجاه الله القوي العزيز: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغيُّ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) (الشورى:39).

ويقول الرافعي عليه رحمة الله: ـ”بين الوقت والوقت من اليوم تدق ساعة الإسلام بهذا الرنين: الله أكبر، الله أكبر، كما تدق الساعة في موضع ليتكلم الوقت برنينها. الله أكبر…. بين ساعات وساعات من اليوم تُرسل الحياة في هذه الكلمة نداءها تهتف: أيها المؤمن، إن كنت أصبت في الساعات التي مَضت، فاجتهد في الساعات التي تتلو، وإن كنت أخطأت فكفِّر وامح ساعة بساعة، الزمن يمحو الزمن، والعمل يغيِّر العمل، ودقيقة باقية في العمر هي أمل كبير في رحمة الله….

بين ساعات وساعات يتناول المؤمن ميزان نفسه حين يسمع: الله أكبر؛ ليعرف الصحة والمرض من نيَّته كما يضع الطبيب لمريضه بين ساعات وساعات ميزان الحرارة.

اليوم الواحد في طبيعة هذه الأرض عمر طويل للشرِّ، تكاد كل دقيقة بشرِّها تكون يومًا مختومًا بليل أسود، فيجب أن تُقَسِّمَ الإنسانية يومها بعدد قارات الدنيا الخمس؛ لأن يوم الأرض صورة من الأرض، وعند كل قسم من الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء تصبح الإنسانية المؤمنة مُنَبِّهَة نفسها: الله أكبر الله أكبر……

بين ساعات وساعات من اليوم يعرض كل مؤمن حسابه، فيقوم بين يدي الله ويرفعه إليه، وكيف يكون مَن لا يزال ينتظر طول عمره فيما بين ساعات وساعات: الله أكبر…..؟.

بين الوقت والوقت من النهار والليل تُدوي كلمة الرُّوح: الله أكبر….. ويجيبها الناس: الله أكبر؛ ليعتاد الجماهير كيف يُقادون إلى الخير بسهولة، وكيف يُحَقِّقون في الإنسانية معنى اجتماع أهل البيت الواحد، فتكون الاستجابة إلى كل نداء اجتماعي مغروسة في طبيعتهم بغير استكراه.

النفس أسمى من المادة الدنيئة، وأقوى من الزمن المُخرب، ولا دين لمَن لا تشمئزُّ نفسه من الدناءة بأنَفَةٍ طبيعية، وتحمُّل هموم الحياة بقوة ثابتة.
لا تضطربوا، هذا هو النظام…. لا تنحرفوا، هذا هو المنهج لا تتراجعوا هذا هو النداء…. لن يكبُر عليكم شيء ما دامت كلمتكم: “الله أكبر”…. يا أتباع محمد عليه الصلاة والسلام… يا أبناء الإسلام… يا أبناء العزة التي كَتَبَهَا الله لنفسه ولرسوله وللمؤمنين…..

عاهدوا ربكم أن تقولوا كلمة “الله أكبر” بفهم وعزم، وتدبُّر وتأثر، حتى تثمر لكم ثمرتها التي أرادها الله منكم…. إن حاول مُتكَبِّر مُتجَبِّر أن يستذلكم لغير الله فقولوا له صائحين في وجهه “الله أكبر” وإن خادعكم الشيطان ليصرفكم عن دينكم وفضائلكم مُغريًا بالمتاع والشهوات فقولوا “الله أكبر….” ، وإن ألَّمت بكم غَمَرَات وَأَزَمَات فتَمَاسَكُوا واصْبِرُوا وقولوا “الله أكبر”، وإن جاءتكم خيرات ومسرات فلا تغتروا أو تتجبروا، بل تواضعوا وقولوا: الله أكبر…. وليكن من دعائكم لربكم: اللهمَّ جَمِّلنا بالتواضع لك، والذلة أمام عزتك، والاعتزام أما غيرك، واحفظنا من التكبُّر والتجبُّر، ولا تجعلنا من المفسدين في الأرض، اللهمَّ انصر المؤمنين المتواضعين لك، انصرهم بجاهك وسلطانك، واقصِم ظهور المتجبرين الطاغين، اقصمهم بسلطانك وجبروتك، فإنك عزيز ذو انتقام… والله أعلى، والله أكبر…