الشرك الأصغر لا يخرج عن الملة ،وإنما الشرك الأكبر هو الذي يخرج عن الملة ، فالشرك الأصغر معصية يجب التوبة منه ،ولكن صاحبه في عداد المسلمين .

يقول الشيخ ابن جبرين-رحمه الله تعالى- من علماء السعودية :

لقد ذكر الله تعالى الشرك في قوله تعالى: ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ). ( سورة المائدة، الآية: 72 ).
وقال تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ). ( سورة النساء، الآية: 48 ).

وفي الحديث عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ) ثلاثاً: ( الإشراك بالله.. .. .. ) الحديث، ( متفق عليه ).
والشرك ينقسم إلى قسمين: شرك أكبر وشرك أصغر. وكل منهما له أقسام.

والشرك الأكبر مخرج من الملة وهو الذي لا يغفره الله عز وجل، وصاحبه مخلد في النار أبد الآبدين.
أما الشرك الأصغر فإنه ليس يخرج من الملة ولكن صاحبه على خطر عظيم.

وهنا ننبه على أنواع من الشرك الأكبر المنتشرة على سبيل الاختصار
وهناك أنواع من الشرك الأصغر الغير مخرج من الملة نذكر بعضها على سبيل الاختصار:

1. فمن الشرك الأصغر الرياء والسمعة.
2. ومن الشرك الأصغر الطيرة وهي التشاؤم ويدخل فيه التشاؤم ببعض الشهور أو الأيام أو بعض الأسماء أو أصحاب العاهات.

وهكذا من الشرك الأصغر الحلف بغير الله: كالحلف بالآباء أو الأمهات أو الأولاد، أو الحلف بالأمانة، أو الحلف بالكعبة، أو الشرف، أو النبي، أو جاه النبي، أو الحلف بفلان، أو بحياة فلان، أو الحلف بالولي وغير ذلك كثير. فلا يجوز الحلف إلا بالله.انتهى

وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله:
(وأما الشرك في الإرادات والنيات فذلك البحر الذي لا ساحل له وقل من ينجو منه فمن أراد بعمله غير وجه الله ونوى شيئاً غير التقرب إليه وطلب الجزاء منه فقد أشرك في نيته وإرادته.

والإخلاص: أن يخلص لله في أفعاله وأقواله وإرادته ونيته،وهذه هي الحنيفية ملة إبراهيم التي أمر الله بها عباده كلهم ولا يقبل من أحد غيرها وهي حقيقة الإسلام، كما قال تعالى:(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).وهي ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم التي من رغب عنها فهو من أسفه السفهاء.انتهى

يقول الشيخ ابن عثيمين من علماء السعودية -رحمه الله – :
‏والشرك نوعان : شرك أكبر مخرج عن الملة ، وشرك دون ذلك .

‏النوع الأول : الشرك الأكبر وهو ( كل شرك أطلقه الشارع وهو يتضمن خروج الإنسان عن دينه ) مثل أن يصرف شيئا من أنواع العبادة لله ـ عز وجل ـ لغير الله ، كأن يصلي لغير الله ، أو يصوم لغير الله ، أو يذبح لغير الله ، وكذلك من الشرك الأكبر أن يدعو غير الله ـ عز وجل ـ مثل أن يدعو صاحب قبر ، أو يدعو غائبا ليغيثه من أمر لا يقدر عليه إلا الله ـ عز وجل ـ وأنواع الشرك معلومة فيما كتبه أهل العلم .

‏النوع الثاني : الشرك الأصغر وهو ( كل عمل قولي ، أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ، ولكنه لا يخرج من الملة ) مثل الحلف بغير الله فإن النبي ،صلى الله عليه وسلم ، قال ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) . فالحالف بغير الله الذي لا يعتقد أن لغير الله ـ تعالى من العظمة ما يماثل عظمة الله فهو مشرك شركا أصغر ، سواء كان هذا المحلوف به معظما من البشر أم غير معظم ، فلا يجوز الحلف بالنبي ، صلى الله عليه وسلم ، ولا برئيس ولا وزير ، ولا يجوز الحلف بالكعبة ،ولا بجبريل ، ومكائيل ؛ لأن هذا شرك ، لكنه شرك أصغر لا يخرج من الملة .

ومن أنواع الشرك الأصغر : الرياء مثل أن يقوم الإنسان يصلي لله ـ عز وجل ـ ولكنه يزين صلاته لأنه يعلم أن أحدا من الناس ينظر إليه فيزين صلاته من أجل مراءاة الناس فهذا مشرك شركا أصغر ؛ لأنه فعل العبادة لله لكن أدخل عليها هذا التزيين مراءاة للخلق ، وكذلك لو أنفق ماله في شيء يتقرب به إلى الله لكنه أراد أن يمدحه الناس بذلك ، فإنه مشرك شركا أصغر ، وأنواع الشرك الأصغر كثيرة معلومة في كتب أهل العلم .