النطق بالنية من حيث ورودها عن النبي ﷺ أو عن أحد من الصحابة لم يرد ، وأجاز بعض العلماء التلفظ بها دفعا للوسوسة، وجاء في كتاب الفقه على المذاهب الأربعة للشيخ عبد الرحمن الجزيري ما نصه :
يسن أن يتلفظ بلسانه بالنية، كأن يقول بلسانه أصلي فرض الظهر مثلاً، لأن في ذلك تنبيهًا للقلب، فلو نوى بقلبه صلاة الظهر، ولكن سبق لسانه فقال: نويت أصلي العصر فإنه لا يضر، لأنك قد عرفت أن المعتبر في النية إنما هو القلب، والنطق باللسان ليس بنية، وإنما هو مساعد على تنبيه القلب، فخطأ اللسان لا يضر ما دامت نية القلب صحيحة، وهذا الحكم متفق عليه عند الشافعية والحنابلة.
وقال المالكية والحنفية: إن التلفظ بالنية ليس مشروعًا في الصلاة، إلا إذا كان المصلي موسوسًا، على أن المالكية قالوا: إن التلفظ بالنية خلاف الأولى لغير الموسوس، ويندب للموسوس.
وقال الحنفية: إن التلفظ بالنية بدعة، ويستحسن لدفع الوسوسة.
وقال ابن القيم في كتابه “إغاثة اللهفان”: “النية هي القصد والعزم على الشيء، ومحلها القلب لا تعلق لها باللسان أصلاً، ولذلك لم ينقل عن النبي ﷺ، ولا عن الصحابة في النية لفظ بحال ، وهذه العبارات التي أحدثت عند افتتاح الطهارة والصلاة، قد جعلها الشيطان معتركًا لأهل الوسواس يحبسهم عنها ويعذبهم فيها، ويوقعهم في طلب تصحيحها. فترى أحدهم يكررها، ويجهد نفسه في التلفظ، وليست من الصلاة في شيء.