يقول الدكتور عجيل جاسم النشمي ـ أستاذ الشريعة ـ الكويت:
ينبغي على المسلمين الذين يعيشون في بلاد غير إسلامية، مثل البلاد الغربية أن يكونوا مثالا حيا لإسلامهم، وينشروا دينهم بحسن أخلاقهم ، وسماحتهم، وطيب معشرهم ، وصدقهم ، مع الكلمة الطيبة، وهذا كان صنيع التجار المسلمين الذين وصلوا تلك الديار، فكان حسن تعاملهم سبباً لنشر الإسلام.
ولا يجوز للمسلم أن يخالف قوانين تلك الدول ما دامت من إلزام الدولة للمسلم وغير المسلم .ما لم تكن إلزاما بمحرم، وذلك الالتزام نابع من أن دخول المسلم تلك الديار إنما تم بواسطة تأشيرة، وهي إذن دخول برضى بين الطرفين.
فينبغي للمسلم أن يتقيد بقوانين تلك الدول، ويخطئ من يفكر من المسلمين مخالفة القوانين، أو التحايل عليها، من مثل قوانين الإقامة أو الضرائب، أو غيرها، فإن حرمة أموالهم كحرمة أموالنا، وحرمة أعراضهم كحرمة أعراضنا، بل إن التحايل والغش محرم على المسلم في بلاد الغرب من باب أولى، لأنه حينئذ تحايل وغش وخداع ونكث للعهد الذي أخذه على نفسه بدخوله بالتأشيرة، وإن مثل هذا التصرف إن حدث فإن الإسلام يحرمه ويأثم فاعله، ويستحق العقوبة عليه دنيا و أخرى.
وأما أن يكون للمسلمين في تلك البلاد فقه خاص، فقد وضع الإسلام أحكاماً خاصة بالنسبة للسفر والإقامة” وفي قضايا محددة كقصر الصلاة ونحوها، وليس لهم فقه خاص باعتبارهم في غربة، سواء في أحكام العبادات أو المعاملات فالحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه دون نظر إلى زمان أو مكان، إلا ما خصه الشارع بحكم خاص من الرخص الشرعية. نعم يمكن أن يجتهد أهل الفقه منهم في النوازل الخاصة بهم مما هو في محل الاجتهاد، و وفقاً لضوابطه وشروطه .
ولا ينسى المسلم إن إلتزمه بتعاليم الإسلام كالصدق والأمانة وحسن الخلق والعفة وغيرها وكان مثالا يقتدى به في تلك الدول فلعل الله سبحانه وتعالى يجعل على يديه هداية لأناس لا يعلم عددهم إلا الله وتكون في صحيفته يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون.