النفاق خطره عظيم ، وشرور أهله كثيرة ، وقد أوضح الله سبحانه وتعالى صفـاتهم في كتابه في سـورة البقرة وغيرها ، كما أوضح صفاتهم أيضاً نبيه ﷺ.
قال – سبحـانه وتعالى – في وصفهم في سـورة البقرة : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ . يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ . فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُـم عَذَابٌ أَلِيـمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) (سورة البقرة : 8،10) .
وقال تعالى في سورة النساء : ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلىهؤلاء ) (سورة النساء : 142،143) .
وذكر عنهم صفات أخرى في سورة التوبة وغيرها .
والخلاصة : أنهم يدّعون الإسلام ويتخلقون بأخلاق تخالفه وتضرّ أهـله كما بينّ – سبحـانه – في هذه الآيات وغيرها .
والنفاق نوعان : اعتقادي وعملي :
ما ذكر الله سبحانه وتعالى عن المنافقين في سورة البقرة والنساء من صفات المنافقين النفاق الاعتقادي الأكبر ، وهم بذلك أكفر من اليهود والنصارى وعبّاد الأوثان لعظم خطرهم وخفاء أمرهم على كثير من الناس ، وقد أخبر الله عنهم – سبحانه – أنهم يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار .
أما النفاق العملي فهو التخلقّ ببعض أخلاقهم الظاهرة مع الإيمان بالله وبرسوله والإيمـان باليوم الآخر كالكذب ، والخيانة ، والتكاسل عن الصلاة في الجماعة ، ومن صفاتهم ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ ، أنه قال : [ آية المنـافق ثلاث : إذا حدّث كـذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ] وقوله ﷺ : [ أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً ] والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يحذر صفاتهم غاية الحذر ، وممّا يعين على ذلك تدبّر ما ذكره الله في كتابه من صفاتهم ، وما صحّت به السنة عن رسول الله ﷺ ، في ذلك .
والله المسؤول أن يوفقّنا وجميع المسلمين للفقه في دينه ، والثبات عليه ، والحذر من كل ما يخالف شرعه ، ومن التشبّه بأعدائه في أخلاقهم وأعمالهم ، إنه خير مسؤول.