أكثر الأحاديث جاءت ترغِّب في القراءة، وتجعل ثواب الحَرف الواحد عشر حسنات، والماهر بالقراءة مع السَّفَرة الكِرام البَرَرة، والذي يتتعتعً فيه له أجران ويأتي القرآن شفيعًا لأصحابه، ويُلبِسُه الله تاج الكَرامة وحُلّة الكَرامة، ويرتقي في درجات الجنّة بقدْر ما يَقرأ، والملائكة تتنزل لسماعه من القارئ، وكلُّ ذلك وغيره وردت به النصوص الصحيحة والحسنة.
أما استماع القرآن فالنصوص في الترغيب فيه قليلة جِدًّا، قال تعالى (وإذَا قُرِئ القُرآن فاسْتَمِعُوا لَه وأنْصِتُوا لَعلَّكُمْ تُرْحَمُون) (سورة الأعراف : 204).
وفي الحديث “مَن استمعَ إلى آية من كِتاب الله كُتبت له حَسنة مضاعَفة، ومَن تَلاها كانت له نُورًا يومَ القيامة” رواه أحمد عن عبادة بن ميسرة، واختلف في توثيقه عن الحسن عن أبي هريرة، والجمهور على أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة.
وقد حمل بعض المفسّرين الآية على خُطبة الجمعة فأوجبوا الإنْصات إليها لاشتمالها على القرآن، ومع ذلك فالحديث المرويّ في الاستماع ذُكِر فيه ثواب بأكثر من ثواب الاستماع، والحديث على كل حال ضعيف.
ومن هنا يمكن أن نقول: إن الأكثر ثوابا قراءة القرآن من الاستماع إليه، وهي وسيلة لتعليم الكِتابة ليستطيع القراءة، فالذي يسمعُه ربّما لا يكون قارئًا أو عارِفًا بالكتابة، والقراءة أقرب من الاستماع لحفظ القرآن.
ومهما يكن من شيء فالانشغال بالقرآن بأيّة كيفيّة من الكيفيّات فضيلة من كُبريات الفضائل.