وضع الزيوت والأدهان والمراهم والأصباغ والعطور بعد الوضوء لا يفسد الوضوء، ولا يفسد الغسل، فمن توضأ ثم وضع شيئا من هذا فوضوؤه صحيح لا ينقضه إلا النواقض المعروفة.

ولكن تكمن المشكلة فيما إذا انتقض الوضوء، فهل يصح الوضوء، أو الغسل مع وجود هذه الأصباغ والمراهم والأدهان أم لا ؟

فإذا كانت هذه الأشياء تمنع وصول الماء إلى البشرة فإن الوضوء لا يصلح في وجودها ، وكذا الغسل، وأما إذا كانت لا تمنع من وصول الماء فإن الوضوء يصلح في وجودها وكذا الغسل.

والأصل أن هذه التركيبات يسأل عنها الذين يقومون بتركيبها، فهم أدرى بها إذا كان يمنع وصول الماء أم لا ؟ومن الممكن أن يٍسأل الدكتور الصيدلي عن ذلك.

ولكن الشيخ ابن العثيمين بحث المسألة فقال: إن وضع الزيت على الشعر أو الجسم لا يمنع وصول الماء للبشرة، وعليه فلا مانع من الوضوء أو الغسل مع وجود الزيت إلا إذا تجمع الزيت فصار دهنا مجسما فحينئذ يجب إزالته قبل الوضوء، أو الغسل، ولا يشترط إزالته في هذه الحالة بالصابون بل يكفي إزالته بالماء.

وأما الوسخ الذي يتكون تحت ألأظافر ، فإن كثر بحيث يمنع وصول الماء فهو كذلك لا يصلح معه الوضوء.

يقول الشيخ محمد المنجد :

الذي يظهر أن قليل الزيت لا يمنع وصول الماء إلى الشعر .

والقاعدة ، كما ذكر الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – أن الإنسان إذا استعمل الدهن (الكريم والزيت) في أعضاء طهارته، فإما أن يبقى الدهن جامدا له جرم- الجرم معناه أن يكون مجسما-، فحينئذ لابد أن يزيل ذلك قبل أن يطهر أعضاءه، فإن بقي الدهن هكذا جرما، فإنه يمنع وصول الماء إلى البشرة وحينئذ لا تصح الطهارة .

أما إذا كان الدهن ليس له جرم، وإنما أثره باق على أعضاء الطهارة، فإنه لا يضر، ولكن في هذه الحالة يتأكد أن يمر الإنسان يده على العضو لأن العادة أن الدهن يتمايز معه الماء ، فربما لا يصيب جميع العضو الذي يطهره ) أ.هـ .

يضاف إلى ذلك أن مسح الرأس خُفّف فيه ، إذ فرض الرأس المسح لا الغسل ، ولا يلزم في المسح أن يمر الماء على كل شعرة بعينها .

سئل الشيخ الشيخ ابن عثيمين أيضا- رحمه الله – إذا لَبَّدت المرأة رأسها بحناء ونحوه فهل تمسح عليه ؟ فأجاب :

إذا لَبَّدت المرأة رأسها بحناء فإنها تمسح عليه ولا حاجة إلى أنها تنقض الرأس وتَحُتُّ (تزيل) هذا الحناء ، لأنه ثبت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان في إحرامه ملبداً . فما وُضِع على الرأس من التَّلَبُّد فهو تابع له ( يعني تابع للرأس ) ، وهذا يدل على أن تطهير الرأس فيه شيء من التسهيل أ.هـ .

والتلبيد هو وضع مادة على الرأس كالحناء تلصق الشعر بعضه ببعض وتمنع دخول التراب ونحوه إليه .أ.هـ