لو امرأة حملت حتى أصبح عمر الجنين أربعين يوما، ثم أرادت إسقاط الجنين، وذلك لأسباب تراها هي أنها ضرورية مثل أن لديها أطفالا، أو أنها موظفة وليس عندها وقت لرعاية طفل الجديد، أو أن زوجها طلب منها إنزال الجنين، أو أن حالتها المادية غير ميسرة ولا تستطيع الإنجاب الآن، أو غير ذلك من المبررات.
فهل يجوز إنزال الجنين لهذه المبررات ؟ وما الذي يترتب على المرأة من أحكام لو أنزلت بالفعل الجنين عند أحد الأطباء؟
إن المبررات المذكورة جميعها لا تنهض مسوغا ومبررا شرعيا لإنزال الجنين، بل ربما كان إنزال الجنين على المبررات المذكورة، ومنها عدم يسر الحالة المادية، يدخل في الوأد الذي كان يقع في الجاهلية، وورد عليه النهي الشرعي في قوله تعالى: “ولا تقتلوا أولادكم من إملاق”، أي بسبب الفقر الواقع، وعدم يسر الحال الآني، وقوله تعالى: “ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق”، أي بسبب الفقر المتوقع وسوء الأحوال الاقتصادية المرتقبة.
وورد النهي كذلك في السنة الصحيحة عن مثل هذا الإنزال عندما سأل ابن مسعود رسول الله (ﷺ) أي الذنب أعظم؟ قال (ﷺ): “أن تجعل لله ندا وهو خلقك، قلت: إن ذلك لعظيم! قلت: ثم أي؟ قال أن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك… إلى آخر الحديث الصحيح”، وعلى ذلك إذا كان قد تم الإنزال بالفعل فإن الوالدين يلزمهما كفارة، لهذا الاعتداء الذي وقع.