إذا كانت الأغاني من النوع المباح كالأناشيد الإسلامية ففي هذه الحالة لا يكون المكسب خبيثا، أما عن الارتباط به أو عدمه فهذا تحكمه اعتبارات أخرى، على أن طبيعة المهنة التي يمتهنا الخاطب تتنافى في الغالب مع ما أمرنا به من اختيار أهل التقوى والديانة والرزق الحلال .
أما إذا كانت الأغاني من التي تحث على المجون وشيوع الرذيلة في المجتمع وإثارة الغرائز، ففي هذه الحالة يكون المكسب خبيثا .

حكم الزواج ممن يلحن الأغاني

يقول فضيلة الشيخ جعفر الطلحاوي من علماء الأزهر :ننصح بما هو آت :

1 -ليست معرفة النسب، في حدها كافية في القبول لمن تقدم للخطوبة، إذ المرء بأدبه لا بنسبه، وفي الحديث: “من تزوج امرأة لحسبها، لم يزده الله بها إلا ذلا” وهو ذات الأمر في المرأة إذا تزوجت أو إذا قبلت رجلا لحسبه أو لنسبه، إذ يوم القيامة لا تنفع هذه الأحساب ولا الأنساب، لقوله تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ) (المؤمنون: 101) .

2 – يكفي لاتخاذ القرار والخروج من هذه الدوامة (دوامة الاختلاف في الأسرة)، وقوع الاختلاف في حد ذاته بين أفراد الأسرة، إذ الصالح والتقي لا يختلف عليه اثنان، فاختلاف الأسرة قرينة دالة وعلامة على عدم صلاح المضي قدما في هذا الطريق .

3 – أبواب الرزق الحلال مشرعة، لمن صدقت نيته، وصحت عزيمته، في الولوج إليها، ومن المعلوم أنه لا يمتهن أحد مهنة، ويجود فيها إلا ويكون قد عقد العزم عليها، وباشر أسبابها، وتعاطى أبوابها، وسبلها .
وعليه فليس صحيحا أن يحتج الشخص أن هذا هو المتاح لديه من العمل الآن .

4 – من النصوص الكثيرة في شقي الوحي (الكتاب والسنة) ما يشير إلى ضرورة أن تراعى التقوى والصلاح فيمن يتقرر قبوله زوجا وشريكا للحياة، ومن معالم طريق التقوى والصلاح، الرزق الحلال الذي لا شبهة فيه، والحلال بين والحرام بين.

من هذه النصوص قوله تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (النور : 32)
والآية الجامعة لصفات الصلاح والتقوى والتي ينبغي أن يتقرر قبول من تحلى بها، رجلا كان أو امرأة زوجا وشريكا في الحياة، هي الآية الخامسة بعد الثلاثين من سورة الأحزاب والتي يقول تعالى فيها: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الأحزاب : 35).

نصيحة لمن تقدم لها شاب لخطبتها

هذه مشورتنا، ونصيحتنا، ولم يبق بعد ذلك إلا الاستخارة، ففي الحديث: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: “إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم…” إلى آخر دعاء الاستخارة .