معروف أن فضل قراءة القرآن وحفظه فضل عظيم، يكفي في بيان ذلك قول النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ فيما رواه البخاري:” خيركم مَن تعلّم القرآن وعلَّمه ” وقوله فيما رواه مسلم:” اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابِه” على أنه لا يجب حفظ القرآن كله على كل شخص من الأمة ولكن يستحب.

قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: واتفقوا على استحباب حفظ جميعه. اهـ. وأما نسيانه أو شيء منه بعد حفظه فهو تفريط في هذه النعمة العظيمة ولكن لا يكون هذا دافعا لعدم الحفظ ابتداء.

حكم التوقف عن حفظ القرآن مخافة الإثم؟

يقول الدكتور سامي بن عبد العزيز الماجد – عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالسعودية -:-
هذا وسوسة من الشيطان؛ ليصد المؤمنين عن حفظ القرآن، ولو أخذ كل أحد بهذه الطريقة ما أقدم أحد على عمل صالح يعزم على المداومة عليه، ولتركه خشية أن يمل وينقطع عنه، وعلى المسلم أن يحسن النية،

فمن أحسن النية وأخلص العمل لله كان قمناً أن يعينه الله عليه، ومن حفظ شيئاً من القرآن بنية صالحة فهو مأجور -إن شاء الله-، ولا يضيع أجر حفظه حتى لو نسي شيئاً من ذلك.

هل يأثم من نسي ما حفظ من القرآن؟

من نسي شيئاً من القرآن لعذر أو لكثرة الصوارف والشواغل التي تفرضها ظروف الحياة وطلب المعيشة، فهو في ذلك معذور إن شاء الله. المهم ألا يلتفت إلى هذه المخاوف التي يثيرها له الشيطان ليصرفه عن هذه القربات.

وقال ابن عيينة: النسيان المذموم هو ترك العمل به، وليس من انتهى حفظه وتفلَّت منه بناسٍ إذا عمل به، ولو كان كذلك ما نسي شيئاً منه، قال تعالى: “سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله” (شرح الزرقاني 17/2) على موطأ مالك.