قال تعالى : “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”.

الله عز وجل أوحى لرسوله (صلى الله عليه وسلم) بوحيين:

الوحي الأول: الذي هو بين دفتي المصحف وهو القرآن الكريم، وهذا قد جاء الوعد الإلهي بحفظه كما ذكرنا الآن من قول الله تعالى: “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”.

والوحي الثاني: هو السنة المشرفة، ولذلك يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه”، ولكن هذه السنة المباركة من كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يتكفل الله عز وجل بحفظ نص كلام رسوله (صلوات الله وسلامه عليه) وإن كان الله سبحانه وتعالى قد سخّر رجالاً من هذه الأمة حملوا سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبلّغوها للناس، ووضعوا لها الضوابط والأصول، ونقوّها من الدخيل ومن سفاهات السفهاء وما ألحقه بها المبطلون.

ولو قلنا بأن الله حفظ سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) كما حفظ القرآن الكريم.. فماذا يمكن أن نقول بالنسبة لهذه الأحاديث الكثيرة التي وضعها المجرمون على لسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وليس لها أساس من الصحة.. لكن السنة في مجملها محفوظة بحفظ الله؛ لأنها هي الشق الثاني للوحي الذي أوحاه الله لرسوله، وقد قال عز من قائل: “والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى”.