يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر ـ رحمه الله ـ في كتابه أحسن الكلام في الفتوى والأحكام:
هذه المسألة فيها خلاف بين العلماء وضحه الزرقاني في شرحه للمواهب اللدنية للقسطلانى ” الجزء الخامس ” وخلاصة ما جاء فيه:
قيل إنه خاص بالأمة الإسلامية، وكان من قبل ذلك للأنبياء خاصة وليس للأفراد، ولكن عورض هذه القول بأن “سارة ” زوج إبراهيم عليهما السلام لما استدعاها الطاغية توضأت وقامت تصلى فعصمها اللَّه منه ، والحديث رواه البخاري ومسلم .
وهذا الطاغية مختلف فيه ، فقيل : هو عمرو بن امرئ القيس بن سبأ وكان على مصـر كما ذكـره السهيلي وهو قـول ابن هشام ، وقيل : اسمه صادق وكان على الأردن ، كما حكاه ابن قتيبة ، وقيل : سنان بن علوان . . . بن سام بن نوج ، حكـاه الطبري، ويقال : إنه الضحاك الذي ملك الأقاليم .
ولا تهمنا معرفته ، بل المهم أن سارة تحصنت بالوضوء والصلاة فمنعها اللَّه من شر، وهي لم تكن نبية كما قال الجمهور، وعلى هذا فالوضوء كان للأفراد أيضا كما كان للأنبياء .
وفي قصة جريج الراهب الذي اتهمته المرأة بالزنا بها ونسبت إليه غلاما منهـا ، قام وتوضأ وصلى وسأل الغلام فنطق باسم والده الحقيقي، وبرأ اللَّه جريجا ، والحديث رواه أحمد عن أم سلمة .
فالظاهر أن خصوصية أمة محمد ﷺ في الغرة والتحجيل ، لا في أصل الوضوء . وحديث هذا وضوئي ووضـوء الأنبياء من قبلي ضعيف . وروى الطبراني أن النبي ﷺ دعا بوَضُوء ، فتوضأ واحدة واحدة وقال ” هذا وضوء لا يقبل اللَّه الصلاة إلا به “، ثم توضأ مرتين مرتين وقال “( هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي” . ” الزرقاني على المواهب ج 5 ص 368 ” .