أما أن الله بذاته في السماء فهذا حق ، وهو مذهب سلف الأمة للآيات والأحاديث الكثيرة وإجماع السلف.
وأما مقولة أن الله في كل مكان فهي مقالة الجهمية – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- وهي مقالة تؤدي إلى الكفر إذا معناه عدم تنزيه الله تعالى عن ألماكن القذرة ، فضلا عن أنها تنسب المكانية إلى الله – تعالى عن ذلك علوا كبيرا- إلا أن ذلك إذا كان معناه أن الله بعلمه ، أي أن علم الله لا يخلو منه مكان فهذا صحيح طبعا.
وبإزاء هذا فإن فريقا من المسلمين ( الأشاعرة والماتريدية ) ذهبوا إلى أن علو الله مجازي، فمعناه عندهم تمام القدرة والإحاطة والاستيلاء، وأن الله عندهم ليس فوق العرش ولا تحته، ولافي أي جهة في العالم، وألزمهم بعضهم بأن مؤدى هذا أنهم لا يعبدون إلها موجودا!
على أية حال ، الصحيح هو القول الأول ، وأنه فوق عرشه بذاته.
قال سبحانه وتعالى : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (الملك:17).
وقد سأل النبي – ﷺ – جارية جاء بها سيدها ليعتقها فقال لها الرسول : أين الله ؟ فقالت : في السماء، قال من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة) رواه مسلم.