كل الخلفاء الراشدين أئمة كما هو معلوم، يقتدى بهم في أمور الدين، وأما اختصاص سيدنا علي بلقب “الإمام” فسببه الشيعة، أطلقوه عليه حتى شاع وانتشر، ولكن ليس خاصا به دون بقية الخلفاء -رضي الله عنهم جميعا.

حكم تخصيص علي بعبارة عليه السلام وكرم الله وجهه وغيرها

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى : 

قلت : وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب أن يفرد علي رضي الله عنه بأن يقال ” عليه السلام ” من دون سائر الصحابة أو ” كرم الله وجهه ” ، وهذا وإن كان معناه صحيحا لكن ينبغي أن يسوى بين الصحابة في ذلك فإن هذا من باب التعظيم والتكريم والشيخان وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه رضي الله عنهم .

الأصل الذي عليه عمل السلف هو الترضي عن أصحاب النبي جميعاً، وقد صار الترضي عنهم شعاراً لهم بحيث إذا ذكروا ترضي عنهم وعلي رضي الله عنه من خير الصحابة بل هو أفضل الأمة بعد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.

وقد نقل السفاريني في غذاء الألباب كلام ابن كثير رحم الله الجميع ثم قال: “قلت: قد ذاع ذلك وشاع وملأ الطروس والأسماع. قال الأشياخ: وإنما خص علي رضي الله عنه بقول: كرم الله وجهه، لأنه ما سجد إلى صنم قط، وهذا إن شاء الله تعالى لا بأس به، والله الموفق” وما ذكره في أنه لم يسجد لصنم ليس خاصا به بل ثبت ذلك لغيره، فالأولى ألا يخص علي رضي الله عنه بذلك وقد وقفت على بعض الكتب فيها ذكر كرم الله وجهه عند ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في كتاب تهذيب الآثار للطبري.

هل يجوز تخصيص علي أو أحد من الصحابة بالصلاة أو السلام عليه عند ذكره

الصحيح أنه لا يجوز ذلك للأسباب التالية

1- عدم الدليل على التخصيص .
2 – أنه يوحي بأفضليته على غيره ، وقد يوجد من هو أفضل منه كما هو الحال مع علي وأبي بكر وعمر ، فإنهما أفضل منه اتفاقا .
3 – التخصيص أصبح شعارا لأهل البدع ، فلا ينبغي مشابهتهم فيه .