يقول فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الشرباصي – رحمه الله تعالى – الأستاذ بجامعة الأزهر في كتابه يسألونك..:

يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ في سورة الأعراف: (ولكلِّ أُمَّةٍ أجلٌ فإذا جاء أجلُهمْ لا يَستأخرونَ ساعةً ولا يستقدمونَ) (الآية: 34) ويقول في سورة يونس: (إذا جاء أجلُهم فلا يستأخرونَ ساعةً ولا يستقدمونَ) (يونس: 49) ويقول في سورة النحل: (فإذا جاء أجلُهم لا يستأخرونَ ساعة ولا يستقدمون) (النحل: 61).

ولا شك أن لكلِّ فردٍ أجلاً ـ أي عُمرًا ـ في علم الله وفي تقديره، والذي في علم الله سبحانه لا يتغير، ولا يُقتضي هذا نفي الأسباب والمسببات، ومن قُتل أو غرق مثلاً قبل انتهاء العمر المقدَّر له لا يقال إنه مات قبل انتهاء عمره الطبيعي أو التقديري، ولكنه مات بأجله الحقيقي عند الله .

وكل ما ورد في إطالة العمر بسبب بعض الأعمال: كصدقة الفطر، وصلة الرحم، والدعاء، فإنما هو بالنسبة إلى الأجل التقديري أو الطبيعي، الذي هو عبارة عن مظهر سُنَّة الله في الأسباب والمسببات؛ فإن صلة الرحم مثلاً من أهم أسباب هناء المعيشة، وهناء المعيشة من أهم أسباب طول العمر، وكذلك الدعاء الذي منشؤه قوة الإيمان، والرجاء في معونته، وتوفيقه للمؤمن فيما يضعف عنه أو يعجز عن أسبابه. وأما علم الله بالأعمار فإنه لا يختلف ولا يتغير.أ.هـ