كان النبي ﷺ يلبس في غالب أوقاته لباس قومه من الإزار والرداء , ولبس أيضًا من لباس الروم و الفرس ، وحث على لبس الثياب البيض ، وكان أحب الثياب إليه أن يلبسها الحِبَرَة كما في حديث أنس عند الشيخين وغيرهم ، وهي كـ ( عنبة ) برد يماني من القطن أو الكتان سمي بذلك لأنه محبر – أي مزين – بالخطوط والألوان ، وكان من أحبها إليه كذلك القميص , كما في حديث أم سلمة عند أحمد وأصحاب السنن ما عدا ابن ماجه .
وكان يعتَمُّ ويسدل عمامته ، ولم يتسرول ولكنه قال : ( ائتزروا وتسرولوا ) ، ونهى عن لبس الحرير المصمت إلا لحاجة كمرض ، وعن المنسوج بالذهب ، وعن لباس الشهرة ، وعن جرّ الثوب خيلاء ، وقالوا : إن المراد بثوب الشهرة ما يخالف به اللابسُ الناس ليرفعوا إليه أبصارهم فيتيه عليهم ويفتخر بلبوسه ، وهذا من السخف والصغار فإن عالي الهمة لا يفتخر بثيابه ، ولم ينه عن اللبوس الفاخر مع حسن القصد ، بل لبس ثيابًا غالية الثمن .
وفي حديث ابن مسعود عند أحمد ومسلم قال : قال رسول الله ﷺ : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ؛ فقال ﷺ : (إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق وغمط الناس ) أي احتقارهم .
وجملة القول :إن اللبس من الأمور العادية , والدين لا يذم لباسًا ، إلا إذا كان في لبسه ضرر في الأخلاق أو غيرها كالإسراف .