من المعروف لدى كل منصف أن الشرع والعقل لا تعارض بينهما على الإطلاق،وأن الشرع مقدم على العقل،وأن من مقاصدالشرع الحكيم الحفاظ على العقل،والشرع هو الهادي للعقل.

يقول الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله تعالى :

ولقد نزل الدين هاديًا للعقل، وقضية (الدين هادٍ للعقل) يؤمن بها كل متدين، وذلك أنه لو كان القائد في العقيدة أو التشريع هو العقل لِمَا كان من ضرورة للدين.

الدين إذًا من أمور العقائد، وفى أمور التشريع هو القائد للعقل، والله سبحانه تعالى أعلم بالصالح للإنسان، ورَسَمَه سبحانه في الوحي عقيدةً وتشريعاتٍ.

ويجب على المؤمن أن يستجيب استجابة كاملة للوحي. وإذا كان الأمر كذلك فلا يتأتَّى أن يقول إنسان يزعم أنه مسلم: اجتهدوا. حينما يقال له: إن رأيك مخالف للدين.

ودولة الإيمان لا تخرج عن الوحي في أحوال المسلمين الشخصية المتصلة بالدين، كالزواج والطلاق ونظام الأسرة على وجه العموم، وإلا أصبحت الأسرة تقوم على أساس محرَّم، وأصبحت العلاقات الأسرية تسير على نسق لا دينيٍّ، وهذه هي المعارضة التامة، بل هذا مناقض لوجوب تحقيق دولة الإيمان. انتهى

والخلاصة أن الشرع هدى العقل ،ويظهر ذلك من كل الأحكام التي وردت في الشرع الحكيم .