سمحت الشريعة الإسلامية للرجل بأن يجمع أربع زوجات في عصمته في وقت واحد، ولكنها اشترطت عليه أن يعدل بينهم، وأن يكون قادرا على إعفافهم والنفقة عليهم .
ولا يجوز للزوجة أن تهجر بيت الزوج ولا فراشه لمجرد أنه تزوج من أخرى، ولا أن تطلب الطلاق منه.

يقول فضيلة الشيخ جعفر الطلحاوي من علماء الأزهر:
1-
الزواج من سنن الفطرة ومن سنة المرسلين قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ) الرعد : 38 وقال النبي : “.. وإن من سنتي النكاح من رغب عن سنتي فليس مني “.

2- الحكمة يعلمها الله تعالى فقد أباح للرجل أن يجمع بين أكثر من امرأة في عصمته من الأولى حتى الرابعة، لقوله تعالى في النساء: ( فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ ) النساء :3

3- فإذا ما أخذ الرجل بهذا الأمر المباح شرعا فعدد من أزواجه وفق ظروفه، ومقتضيات حياته، واضعا نصب عينيه الضوابط الشرعية التي أحاط بها الإسلام، هذا الأمر المباح مثل العدل بين الأزواج ولا سيما العدل المستطاع (النفقة، الكسوة، السكن، … ) ومن مثل الوفاء وعدم نكران الجميل لسابقة الفضل لقوله تعالى في نفس السياق من سورة البقرة، ( وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) البقرة : 237 .

ومن مثل عدم التفريط بالحقوق ولا سيما للأولى فقد رأى منها قبل أن يرى من الثانية ومما يشهد لذلك ما ورد عن قدوة الأمة عندما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها له – وهو يذكر بالفضل والعرفان زوجه الأولى السيدة خديجة رضي الله عنها- لقد أبدلك الله خيرا منها قال .. “والله ما أبدلني لقد آمنت بي حين كفر الناس وصدقتني حين كذبني الناس وواستني بمالها حين حرمني الناس”.

4- إذا ما أخذ الرجل الزوج بهذا الأمر المباح مع مراعاة ما ذكرنا من الضوابط فليس للزوجة الأولى أن تهجره في البيت ولا أن تهجره خارجه ولا أن تسأله الطلاق.

5-  على الزوجة أن ترضى بقضاء الله وقدره وليسعها ما وسع أمهات المؤمنين وعليها أن تتقي الله تعالى وتتخلق بخلق الإيثار لا الأثرة وأن تحب لأختها مثلما تحب لنفسها ليكتمل إيمانها وليتم إسلامها وذلك بأن تتصور أنها لو كانت هي الثانية أكانت تقبل بهذه التصورات والأطروحات.

6- على الزوجة أن تكون عونا لزوجها على طاعة الله تعالى إذ لم يأت الرجل حراما بل أتى ما أحل الله له.

7-  نوصي الزوج بالصبر على زوجته الأولى واحتساب الأجر عند الله ويصبر على ما يكره ليصل إلى ما يريد لعل الله تعالى أن يصلح ذات بينهم.أ.هـ