يقول فضيلة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي :ـ
هذا كلام الفلاسفة للأسف ؛ فقد قالوا :إن النعيم والعذاب هو نعيم روحي وعذاب روحي، وليس نعيماً مادياً ولا عذاباً مادياً، وهذا ما هو مشهور عند النصارى .
قالوا: الجنة جنة روحية والنار نار روحية، مع أن هناك نصوصًا في الإنجيل نفسه تدل على أن هناك نعيماً مادياً، وعذاباً مادياً.
-ونصوصنا القرآنية والنبوية موقنة وقاطعة الدلالة والثبوت في أن النعيم حسي ومعنوي، لأن فيه أكل وشرب كما قال تعالى: (وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون)، (وطلح منضود * وظل ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة)، (ورضوان من الله أكبر) من هذه الأشياء المادية.
وكما قال الله تعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) قالوا “الحسنى” هي الجنة والزيادة هي التنعّم برؤية الله تبارك وتعالى، وهو أعلى من كل هذه الأشياء.
-وكذلك النار فيها العذاب المادي قال تعالى: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب) وفيها العذاب المعنوي كما قال القرآن (ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته)، (اخسئوا فيها ولا تكلمون) الخزي والعياذ بالله أي الإهانة، والحجاب عن الله كما قال الله تعالى (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون).
وهكذا فنصوصنا القرآنية والنبوية دالة دلالة قاطعة على ثبوت النعيم والعذاب على الروح والجسد كليهما .